اسم سيفاكس (Syphax) كما تكتب أيضا صيفاقس اسم مشهور لملك أمازيغي لعله الأشهر على الإطلاق إلى جانب أسماء أخرى لملوك كماسينيسا و باكا و فرمينا. وكثيرا ما يتم ربط اسم مدينة صفاقس باسم سيفاكس و ذلك للتشابه الكبير بين الإسمين Syphax و Sfax. بل أن البعض يظن أنهما إسم واحد أي أن صفاقس سميت باسم الملك سيفاكس. فمن هو سيفاكس؟
سيفاكس أو سفك كما يسميه ابن خلدون من أوائل ملوك الأمازيغ الذين عاشوا في القرن الثالث قبل الميلاد. قام بتوحيد البربر سنة 220 ق م ضمن مملكة واحدة شاسعة هي مملكة نوميديا الغربية “مازيسولا” و عاصمتها سيكا. وانتقل سيفاكس بفضل حنكته وطموحه من قائد قبلي إلى ملك يحكم منطقة تمتد من نهر ملوية غربا إلى النهر الكبير شرقا وهي حاليا الجزائر الغربية. عرف سيفاكس بتعصبه لبي جنسه من البربر وحبه لوطنه ومعاداته لكل معتد غاز. وبذلك عرف في البداية بمعاداته للقرطاجيين متمسكا بمبدأ “إفريقيا للأفارقة”. لكنه كان في نفس الوقت في صراع مع مملكة نوميديا الشرقية “ماسيلا” و ملكها ماسينيسا.
أثناء الحرب البونية الثانية بين قرطاج و روما أدرك سيفاكس أن خطر الرومان أكبر وأن أطماعهم في المنطقة استعمارية. فتحالف مع القرطاجيين وحارب الرومان وحليفهم ماسينيسا بكل ضراوة ومن هنا ارتبط اسم سيفاكس بالمقاومة و الثورة على المستعمر إلى أن انهزم في معركة كبرى سنة 203 ق م وأرسل إلى روما وتوفي هناك سنة202 ق م. فانتقل ملكه إلى ماسينيسا و من بعد ذلك إلى روما.
كثيرا ما يتم ربط اسم صفاقس باسم الملك الأمازيغي سيفاكس (انظر المقال) وذلك للتشابه الكبير بين الإسمين يصل أحيانا إلى التطابق: صفاقس و صيفاقس (Sfax, Syphax). ويتداول اسم سيفاكس كثيرا في مدينة صفاقس ويطلق على العديد من المنشئات و الشركات مثل سيفاكس آر لاين، نزل سيفاكس، مصحة سيفاكس… ويرى البعض أنهما اسم واحد أي أن صفاقس سميت باسم الملك سيفاكس. فهل هذا صحيح؟ و هل كان لسيفاكس علاقة بمدينة صفاقس؟
مدينة صفاقس ضاربة في التاريخ إلا أن اسمها “صفاقس” حديث مقارنة بالمدينة في حد ذاتها الذي كان اسمها في القديم “تابرورة”. تلك المدية التي تجمع بين الأصول اللوبية الفينيقية و يرجع تاريخها للعهد القرطاجي كما ذكرها المؤرخون القدماء و واضعوا الخرائط القديمة. ولم يختفي اسم تابرورة إلا في القرن السابع ميلادي ليبرز لأول مرة اسم “قصر صفاقس” ثم منذ القرن التاسع ميلادي اسم “صفاقس”. وبالتالي فقد برز اسم صفاقس بعد 900 سنة من وفاة سيفاكس (202 ق م).
ثم إن في زمن حكم سيفاكس كانت تابرورة تابعة لسلطة القرطاجيين إلى سنة 146 ق م ثم انتقلت للحكم الروماني بعد سقوط قرطاج. وكانت تبعد عن سيكا عاصمة مملكة سيفاكس (عين تموشنت حاليا) 1100 كم تقريبا و تبعد عن أقرب حدود للمملكة 450 كم وتفصلها عنها مملكة ماسينيسا المعادية لها و التي لم يتمكن سيفاكس من هزيمتها. ففي تلك الظروف يكون من المستحيل على سيفاكس زيارة مدينة تابرورة طيلة فترة حكمه (220-203 ق م) ولم تذكر المصادر التاريخية أنه فعل ذلك، كما لم يذكر أن مدينة في مملكته قد سميت باسمه. فكيف يبدل اسم تابرورة بصفاقس نسبة لسيفاكس ولم تكن يوما تحت حكمه أو زارها سابقا ومر على موته قرابة الألف سنة؟
يمكن أن نستخلص من هذه العوائق التاريخية و الجغرافية أن لا علاقة لسيفاكس بصفاقس بل لا تتعدى العلاقة سوى تشابه في الأسماء وتقارب في معنى الإسم.
Brak komentarzy:
Prześlij komentarz