wtorek, 27 listopada 2018

" قانون التاريخ " ينصف الجزائر بعد 53 عام من مظاهرات 11 ديسمبر1960


" قانون التاريخ " ينصف الجزائر بعد  53 عام من مظاهرات 11 ديسمبر1960
  اكثر من 19 ثورة شعبية لطرد ارهاب الاستعمار الاوروربي الفرنسي من ارض الجزائر المحروسة

المشروع الفرنسي لاحتلال الجزائر عام 1721 وعام 1729
الجزائر تنقض الشعب الفرنسي من المجاعة عام 1789م
مظاهرات 11 ديسمبر 1960 أسبوع من المظاهرات حولت جنود المستعمر الى فئران
أساليب نازية لوقف مظاهرات اسود الجزائر
مظاهرات 11 ديسمبر 1960 فرضت ادراج القضية الجزائر في جدول اعمال الامم المتحدة
اطفال كانوا ضمن قوافل الشهداء
ياسف الطفل الذي ربط اتصال قادة  الثورة  بالعربي بن مهيدي

فكرة الجزائر جزء من فرنسا سقت في بحر تضحيات الشهداء
تقرير /مراد علمدار الجزائري
المصلحة العامة لتحقيقات
GSP48
GENERAL SERVICE INVESTIGATION

لحد اليوم مازالت فرنسا  تعتبر الجزائر جزءا من ترابها ،بناءا على المرسوم الملكي الذي  أصدره الملك شارل الخامس خلال عام 1840 ، ولحد اليوم مازالت هده الدولة مصرة على أن احتلالها للجزائر كان فعلا حضاريا وهو ما جسدته في القانون رقم 158 /2005 لشهر فيفري من عام 2005 ،الدي تبناه البرلمان ومجلس الشيوخ الفرنسيين ، قانون فرض على  البرامج الدراسية في فرنسا الإشادة  بالدور الإيجابي لتواجد الفرنسي فيما وراء البحر ، لاسيما  في شمال إفريقي ، وان تعطى للتاريخ و لتضحيات المحاربين في الجيش الفرنسي المنحدرين من هذه الأراضي المكانة المرموقة التي يستحقونها  ، فرنسا عبرت  من خلال تبنيها لقانون تمجيد أعمالها البربرية في الجزائر ، "عرفنها لأشخاص المفقودين و السكان المدنيين ضحايا المجازر والتجاوزات المرتكبة خلال حرب الجزائر و بعد 19 مارس 1962 خرقا لاتفاقيات ايفيان" ،  كما عبرت من خلال هدا القانون عن " عرفانها للنساء والرجال الذين شاركوا في العمل الذي أنجزته فرنسا في مقاطعتها السابقة في الجزائر، المغرب، تونس و الهند الصينية و كذا في الأراضي التي وضعت قبل ذلك تحت السيادة الفرنسية...."                                                                                  
نلاحظ من خلال العبارات المستعملة في  هدا القانون  ان فرنسا لم تتخلى عن عقيدتها  الاستعمارية  رغم مرور خمسون عاما   على طردها  من الجزائر ،معتبرة ما قام به جيشها الاستعماري من أعمال ابادة وتنكيل في حق الجزائريين على انه دور ايجابي ،حيث تم تزييف الحقائق التاريخية لمرحلة استعمارها للجزائر عندما تقول بان لها مفقودين ، وان المستوطنين الفرنسيين والأوروبيين الدين أتت بهم الى الجزائر قد تعرضوا الى مجازر وتجاوزات  وكان الجزائر هي التي استعمرت فرنسا وليس العكس .
لقد تجاهلت فرنسا حروب المقاومة التي خاضها الشعب الجزائري من اجل تحرير بلاده من الاستيطان الفرنسي الأوروبي ، الذي دنست أقدامه كل شبر من تراب الجزائر ، كمقاومة  الامير  عبد القادر من عام 1832 الى غاية 1847 والصومام سنة 1847،   الزعاطشة 1849سنة،   الأغوات سنة 1852،    منطقة القبائل  بقيادة لالة فاطمة نسومر سنة 1854 ، جبال بابور سنة 1857 ،     جرجرة سنة 1857،   منطقة ميزاب سنة 1861 ،  الجنوب الوهراني سنة 1869، ثورة الصبايحية بالمدية والشرق الجزائري سنة 1870،  ثورة  أهالي مسيلة و بو سعادة سنة 1871، ثورة المقراني بتيزي وزو وسطيف سنة1871و1872 ، ثورة  أولاد سيدي الشيخ سنة 1874،مقاومة واحة العمري  بنواحي بسكرة سنة1876 ،  الأوراس سنة 1879 ،مقاومة بوعمامة في الجنوب الغربي لصحراء الجزائر سنة  1881 ،  ثورة  عين صالح و تيدكالت و توات و غرارة سنة  1899،   ثورة  الأوراس  1912 ،ومقاومة التوارق من  سنة 1916  الى غاية عام  1919.
فاكثر من 18 ثورة  خاضها الشعب الجزائري من طرد  الغزاة  من  أراضيهم ،إلا ان فرنسا من خلال قانونها  الممجد لمجازرها في الجزائر راحت تؤرخ للفترة الممتدة بين عام 1954 الى غاية 1962و سمتها بحرب الجزائر، تسمية أريد لها أن تمحوا أثار ثورات المقاومة و ثورة التحرير الجزائرية ، بدليل أنها اعتبرت الجزائر مقاطعة فرنسية سابقة .
تاريخ الجزائر  قبل عام 1830 يؤكد  بان الجزائر  كانت دولة عظيمة مستقلة ذات سيادة ، لم تكن  تابعة ولا متبوعة لاحد ، في هدا الشأن  وقعت الجزائر مع فرنسا بين عامي  1619 -1830 سبع وخمسون معاهدة    ووقفت معها موقفا انسانيا فريدا من نوعه في تاريخ العلاقات الدولية ، حيث افقاذت الشعب الفرنسي من المجاعة خلال عام 1789 بارسال كمية هامة بالقمح  و منحها  قرض مالي يقدر ب700.000 فرنك لمساعدتها على الخروج من الأزمة المالية الناتجة عن  الحصار الذي فرضته عليها دول ارويا  .    
كما كانت للجزائر علاقات ديبلوماسية مع دول اروبا ، تجسدت من خلال معاهدة الجزائر مع هولندا خلال عام 1679 ،تلتها معاهدات اخرى مع السويد ،الدنمارك ،بريطانيا  ودول اروبية اخرى ، كما كانت الجزائر من اوائل الدول التى اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية ، التى عقدت معها ثلاثة معاهدات خلال عام 1795 ،1815 وعام 1816. 
الدور الايجابي لتواجد الفرنسي في الجزائر نجده في تقرير الجنرال الفرنسي روفيقو الذي أرسله  الى قيادته بتاريخ 16 افريل من عام 1832  جاء فيه " لقد فاجأنا قبائل في سهل المتيحة و هي نائمة، و في العودة كان جنودنا الفرسان يحملون الرؤوس البشرية على نصال سيوفهم ،أما حيواناتهم فقد بيعت للقنصلية الدانمركية و أما أجزاء الاجسام الملطخة بالدماء فقد وضعت في معرض في باب عزون ، و كان الناس يتفرجون على حلي النساء و هي في سواعدهن المقطوعة و آذانهن المبتورة... " .فعندما سئل الكولونيل مونتنياك خلال سنة 1845  " ماذا تفعلون بأسراكم من النساء"  رد السفاح "تسألونني ماذا نفعل بالنساء اللائى نأسرهن ... إننا نحتفظ يبعضهن كرهائن و نبادل بعضهن بالخيول ثم نبيع الأخريات في المزاد العلني مثل المواشي و هذه هي الطريقة التي يجب أن نحارب بها العرب  ... قتل جميع الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما، و الاستيلاء على جميع النساء و الأطفال و إرسالهم على جزر "ماركيز"أو أي مكان آخر ...و باختصار القضاء على كل من لا  ينحني كالكلب تحت  أقدامنا"،  كما أعترف أحد القادة العسكريين الفرنسيين في واحد من تقاريره، قائلا  "أننا دمرنا تدميرا كاملا جميع القرى و الأشجار و الحقول و الخسائر التي ألحقتها فرقتنا بأولئك السكان لا تقدر ،إذا تساءل البعض ، هل كان عملنا خيرا أو شرا ؟ فإني أجيبهم بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإخضاع السكان و حملهم على الرحيل..." وكتب ضابط يدعى "بان"  واصفا مذبحة اقرفت ضد ابناء الجزائر  "أنها مذبحة فظيعة اختلطت فيها الجثث بالحجارة والحيوانات وبيوت الشعر والتراب، وقد تبين من تقرير دقيق قمنا به بعد الانتهاء من العملية أننا قتلنا 2300 شخصا بين النسوة والأطفال، وكان جنودنا يهجمون على المنازل ويذبحون فيها كل مخلوق يعثرون عليه أمامهم  . "  …
من خلال هده الاعترافات الإجرامية التى وثقها التاريخ ،هل  يوجد شيء ايجابي  يمكن لفرنسا ان تفتخر به
فطيلة 132 سنة من الاستيطان الفرنسي الاروربي  للجزائر، لم تتوقف آلة البطش والإبادة  في حق الجزائريين
 معادلة تحالف فيها الجيش الاستيطاني مع كل المعمرين الفرنسيين والاروربية ،لإنهاء الوجود الجزائري في ارض الجزائر ، وعندما اندلعت حرب التحرير  بقيادة جيش التحرير الجزائري استعملت فرنسا الاستعمارية  اقدر  الوسائل الإرهابية للقضاء على الثورة ، فزجت باكثر من ثلاثة ملايين جزائري في محتشدات تشبه اسطبلات الحيونات، بالضافة الى تبنيها سياسة الارض المحروقة لحمل الشعب الجزائري على التخلي عن ثورته التحريرية، في هدا الإطار  ذكرت جريدة وشطن بوست في 26 اوت من عام 1955  بان أوامر صدرت الى القوات الفرنسية بان "تضرب اولا وتستوضح ثانيا" ،وفي 10 اوت من عام 1955 كتب احد مراسلي جريدة نيويورك تايمز يقول بان الجنرال باولاني ذكر له بأنه يستطيع "ان يقتل 30 الفا ،40 الفا ،100 الف ادا اقتضى الامر ". 
فخلال معركة التحرير  الجزائرية والتى سمتها فرنسا الاستعمارية بحرب الجزائر  ،كانت هده الأخيرة تنفق ثلاثة مليون دولار يوميا ،مع تسخير مليون جندي فرنسي أعطيت لهم أوامر بانتهاج سياسة الجنرال بجو و العقيد مونتنياك، وغيرهم من السفاحين الدين دشنوا في عام 1830 حرب الإبادة ضد الجزائريين .
في هدا الشأن شهد شهيد من أهلهم ،حيث وجه 357 مفكرا من الشخصيات الفرنسية المعروفة رسالة الى رئيس فرنسا يحتجون فيها على الأعمال التى تثير الضمير الإنساني وقد اشاروا خاصة الى "أعمال التعذيب التى تقترف ضد السجناء الدين يحرمون من ان يعاملوا بموجب اتفاقية جنيف او بموجب الضمانات القضائية الى يمنحهم اياها القانون الفنرسي "منوهين كدلك"بإعدام الرهائن وهدم القرى وأعمال الانتقام والتعسف "
نازية فرنسا الاستعمارية  فضحها احد أبائها المدعو ريني كابيتن وهو  أستاذ القانون في باريس في رسالة وجهها  الى وزير التربية الفرنسية  جاء  فيها " وطالما  تقوم  حكومة بلادي بمارسة هده الوسائل الإرهابية التى لم  تمارس ضد الأسرى الألمان، فأنني لا استطيع  أن استمر في إلقاء دروسي في كلية الحقوق الفرنسية ولا سبيل  امامي الا التوقف عن القاء دروسي ... "،ففي الوقت الدي كان الشعب الجزائري يعيش على واقع المجازر اليومية  خرج ديغول يقول في إحدى خطابته "في الجزائر كلها يوجد صنف واحد من السكان أنهم جميعا رعايا فرنسيون "  ،فديغول ومن قادوا من  قبله حروب الابادة ضد الجزائريين  حاولوا تحريف تاريخ الجزائر  ،لانه لم تكن في يوم من الايام الجزائر ارضا فرنسية كما نص عليه الدستور الفرنسي .
برامج الدراسة التى اوصى  قانون تمجيد الاستعمار ،بان تتضمن ايجابيات احتلال الأراضي الجزائرية ،محتواها يتمحور حول بعض المنجزات العمرانية والطرقات والمدارس الفرنسية  والسكك الحديدية ،هده هي الايجابيات التى تفتخر بها فرنسا الاستعمارية وتسميها بالتواجد الايجابي  ، منشات أنجزت خصيصا للمسطوطيين الفرنسيين والاروربين باموال الجزائر وسواعد ابناءها، اما المجازر التى اقترفها جيشها وجيش العملاء واللفيف الاجنبيى فهي غير موجودة في قاموس الفرنسي ،جرائم لايمكن ان تمحيها فرنسا لان التاريخ وثقها يوم بيوم وساعة وبساعة ،وستبقى تلاحق فرنسا الى الابد ،فرغم ما وصلت اليه هده الاخيرة من تقدم علمي وتكنولوجي ،الا انها اصبحت كالقزم امام ما ارتكبته من ابادة في حق الشعب الجزائري ، وكلما اثيرت قضايا المجازر في حق الجزائر تصاب بضيق التنفس ، فمنذ الاستقلال وهي تزرع الفتن وسط العائلة الثورية بالنبش في بعض الملفات التى فبركتها مخابراتها ، بغرض التشكيك في نزاهة وشرف قيادات الثورة ،حتى تلهي المؤرخين والمهتمين بكتابة تاريخ المقاومة وثورة التحرير ،عن جوهر الحقائق التاريخية التى غابت عنها المعلومة التاريخية  ،والتى هي اساس البحث في مثل هده الامور . لقد حكم التاريخ على فرنسا الاستعمارية بالعدام جراء اقترافها لمجازر جماعية في حق شعب مسالم كان في يوم من الايام هو من قدم لها يد المساعدة لانقاضها من المجاعة.



المشروع الفرنسي لاحتلال الجزائر عام 1721 وعام 1729
الجزائر تنقض الشعب الفرنسي من المجاعة عام 1789م

إن العلاقات الجزائرية  الفرنسية كانت قديمة الى حد كبير مما سمح بإقامة صداقة قوية وتعاون دائم   ، وقد ظهر هذا التعاون والصداقة في شكل إمتيازات ،  قروض، ومعاهدات سلام بين البلدين ،فمنذ أوائل القرن السادس عشر  تحصلت  فرنسا على  امتيازات في الجزائر، تمثلت في ممارسة التجارة واستغلال بعض المنافع على الساحل ،حيث تولت الشركة الإفريقية هذه المسؤولية.
 أثناء الثورة الفرنسية كادت هذه الصداقة أن تتوقف بين البلدين الا ان  الجزائر  واصلت منح فرنسا مساعدات اقتصادية وبالأخص النقود والحبوب ، وعندما هاجم نابوليون مصر اضطرت الجزائر  نظرا لالتزاماتها نحو البال العالي  أن تعلن الحرب  على  فرنسا ، وتحت تأثير وترغيب بريطانيا  جردت الجزائر فرنسا من إمتيازاتها على الساحل الجزائري ،ومنحتها  الى بريطانيا الا ان  ذلك لم يدم طويلا، حيث استرجعت فرنسا في الحال امتيازاتها  بمعاهدة عام 1817، بعد أن هاجمت بريطانيا   الجزائر خلال  عام  1816 ،. وبعد ثلاث سنوات أصرت الجزائر على أنه يجب على فرنسا أن تجدد المعاهدة لإعادة النظر في طريقة الدفع ، فتوترت العلاقات بين البلدين حتى كادت أن تنقطع . 
  فرنسا في الحقيقة كانت تعد حملتها  ضد  الجزائر  حتى  قبل الثورة الفرنسية ، فقد أكتشف في الوثائق الفرنسية  وجود مشروع غريب قد م سنة 1729 الى الملك الفرنسي ،  بهدف احتلال الجزائر، وفي سنة 1791 كان هناك مشروع غريب آخر يستهدف كذلك  احتلال الجزائر .   
مع بداية الثورة الفرنسية سنة 1789 تعرضت فرنسا  إلى حصار سياسي واقتصادي  من طرف الحكومات الملكية الرجعية في أوروبا  ، وقد عانت فرنسا من جراء هذا الحصار أزمة اقتصادية حادة،  بعد إفلاس خزينتها مما  جعل الفرنسيين يعانون من  مجاعة كبيرة . وكمخرج من هذه الأزمة ، عمدت فرنسا إلى إعادة النظر في علاقاتها مع الدولة العثمانية بشكل   عام ، ومع داي الجزائر بشكل خاص ،  أمام  هذه الظروف الصعبة التي كان يجتازها الشعب الفرنسي  ، وقفت الجزائر  بجانبه  موقفا إنسانيا تجلى في  منح الحكومة الفرنسية قرضا بدون فائدة مقداره 250.000 فرنك ،و  تزويد فرنسا بشحنات من الحبوب والمواد الغذائية.
رغم انتهاج نابليون لسياسة المهادنة مع الجزائر ، وحرصه على استمرار العلاقات الطيبة معها،  الا ان  شهوة الفتح والغلبة التي استبدت به ، جعلته  يعد مخططا عسكريا لإخضاع الجزائر لنفوذه وسلطانه، حين تسمح ظروفه بذلك  ، وقد مهد لذلك ببث شبكات التجسس تحت ستار البعثات العلمية وتعزيز المبادلات التجارية ،وقد ساهم  فشل نابليون في حصاره القاري لبريطانيا ، و تشتت قوته العسكرية بعد هزيمته في روسيا ، وقيام تحالف أوروبي  بمقتضى  معاهدة شومون عام 1814 ،  في الحيلولة دون تحقيق المخطط النابليوني لاحتلال الجزائر ،إلا أن عملية الغزو الفرنسي التي تمت عام 1830 ، قد نفذت على ضوء التقارير والمعلومات والمخططات التي وضعاها الجاسوس الفرنسي بوتان بتكليف من نابليون الأول. 
موقف الجزائر من الثورة الفرنسية عبر عنه الداي سيدي حسن باشا في رسالة  وجهها إلى لويس السادس عشر  في شهر نوفمبر من عام1791 جاء فيها "..  إننا قبل كل شيء نقوم بأداء الدين الذي تستوجبه الصداقة بالسؤال عن صحة جلالتكم ،نرجو من الله أن يبقي دائما متمتعا بالجلوس على العرش الذي يزينه بخصاله الحميدة ،وبلدات عهد مبارك ومجيد وهي المنة التي نطلبها من الله ببركة عيسي بن مريم ،الذي له الشرف الكلام مع الله خالق الكون  ، إننا نعرف السبب الذي عطل وصول السفينة التي أمرتهم بتجهيزها وأننا لا نجهل بكونها نجمت من جراء الاضطرابات التي أثارها، بعض من ذوي النفوس الشريرة  والنوايا الخبيثة في إمبراطورية فرنسا لزرع الخلاف والشقاق في المقاطعات ... لم يحدث شيء من هدا القبيل في فرنسا مند الأحقاب الغابرة ،انه لشيء غريب, هدا التجمع للمشوشين والاضطرابات التي أحدثوها وخروجهم عن الطاعة . وانه ليستحيل علينا أن نصف لكم مبلغ السرور والغبطة التي شعرنا بها، عندما علمنا بالخبر السعيد انه بفضل القدرة الإلهية وعونه الخاص، كل شيء عاد إلى مجراه الطبيعي وكل إنسان عاد إلى مكانه ،قطع الله دابر العصاة والمتعنتين أينما وجدوا آمين..." 


مظاهرات 11 ديسمبر 1960 أسبوع من المظاهرات حولت جنود المستعمر الى فئران
مظاهرات 11 ديسمبر 1960 فرضت ادراج القضية الجزائر في جدول اعمال الامم المتحدة

اطفال كانوا ضمن قوافل الشهداء
ياسف الطفل الذي ربط اتصال قادة  الثورة  بالعربي بن مهيدي
فكرة الجزائر جزء من فرنسا سقت في بحر تضحيات الشهداء
                                   أساليب نازية لوقف مظاهرات اسود الجزائر


الى جانب النضال السياسي والكفاح المسلح كان جيش التحرير الجزائري  من قبله المقاومة الشعبية   طيلة حربهما  مع الاستعمار الاوروبي الفرنسي
يستعملان  وسائل اخرى لتاكيد مطالبه المتمثلة في تقرير المصير  فكانت مظاهرات 17 اكتوبر 1961 و من قبلها مظاهرات 8 ماي 45  ومظاهرات 11 ديسمبر 1960  طرق عبر من خلالها الشعب الجزائر عن السياسات الخداعية التى اراد منظروا الحرب المستعمرين اقناع اصحاب الارض بصلاحيتها  وهو ما رفضته المقاومة  ومن بعدها جيش التحرير  جملة وتفصيلا ...

في هدا الاطار رد الشعب الجزائري على  المظاهرات المساندة لسياسة ديغول  التى احدثها المعمرين يومي 9 و  10  ديسمبر 1960  بمظاهرات الشعبية عارمة  بقيادة جبهة التحرير الوطني يوم 11 ديسمبر تعبيرا  عن وحدة الوطن و التفاف الشعب حول الثورة  حيث خرجت مختلف شرائح المجتمع الجزائري في تجمعات  عبر  كل المدن الجزائرية  بدون استثناء ففي الجزائر العاصمة عرفت ساحة الورشات ( أول ماي حاليا )و شوارع ميشلي ( ديدوش مراد حاليا ) كثافة شعبية متماسكة مجندة وراء العلم الوطني  حاملين  شعارات الاستقلال   الامر الدي اغب جنود الاستعمار و المعمرون المتظاهرون   باستعمار شتى الوسائل لكبها في الوقت الدي  توزعت  فيه المظاهرات في الأحياء الشعبية   كبلكور و سلامبي ( ديار المحصول حاليا) و باب الوادي،و الحراش ، وبئر مراد ريس ، و القبة ، وبئر خادم ،و ديار العادة ، و القصبة ، ومناخ فرنسا (وادي قريش )، كانت فيها  الشعارات متحدة كلها حول رفع العلم الوطني و جبهة التحريرالوطني و الحكومة المؤقتة و تحيا الجزائر ، المظاهرات  توسعت  فيما بعد لتشمل العديد من المدن الجزائرية كوهران ، الشلف ، البليدة و قسنطينة و عنابة و غيرها حمل فيها الشعب نفس الشعارات والتى  دامت  اكثر  من أسبوع .

خروج الجزائريون في مظاهرة سلمية يوم 11ديسمبر 1960 كان بدافع ا لتأكيد على  مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءا من فرنسا في إطار فكرة الجزائر الجزائرية من جهة و ضد موقف المعمرين الفرنسيين الذين مازالوا يحلمون بفكرة الجزائر فرنسية

فعملت جبهة التحرير الوطني على التصدي لسياسة ديغول و المعمرين معا  في الوقت الدي  ارتكز ديغول على الفرنسيين الجزائريين لمساندة سياسته و الخروج في مظاهرات و استقباله في عين تموشنت يوم 9 ديسمبر 1960 ، وعمل المعمرون على مناهضة ذلك بالخروج في مظاهرات وهو ما فرض  على  الجزائريين الرد على سياسة ديغول الداعية إلى اعتبار الجزائر للجميع في الإطار الفرنسي ، ولم تكن جبهة التحرير الوطني محايدة في مثل هده الامور الاستراتجية  حيث  دخلت في هده المعركة النفسية   بقوة شعبية هائلة رافعة شعار الجزائر مسلمة مستقلة ضد شعار ديغول   الجزائر جزائرية  و شعار المعمرين   الجزائر فرنسية..

أسبوع  من المظاهرات  حولت  جنود المستعمر الى فئران
أساليب نازية لوقف مظاهرات اسود الجزائر

بنفس أسلوب الذي استعمله المستعمر الإرهابي بانتهاج التعذيب وارتكاب المجازر والتعدي على الحرمات  طرق نازية كانت حاضرة في كبح مظاهرات 11 ديسمبر  حيث
 كانت مدينة وهران  على موعد مع خروج غلاة الفرنسيين منددين بديغول ويتمنون له المشقة مرددين شعار الجزائر فرنسية ، و من جانبهم خرج الجزائريون ينادون باستقلال الجزائر ،و مع تدخل القوات الاستعمارية في عمق الأحياء العربية ، سقطت العديد من الأرواح الجزائرية دون أن تمنع خروج المتظاهرين إلى الشوارع في اليوم الموالي هاتفين بالاستقلال وحياة جبهة التحرير الوطني .
وبعيدا عن العاصمة ووهران ، دامت المظاهرات أزيد من أسبوع شملت كدلك مدينة  قسنطينة ، عنابة سيدي  بلعباس، الشلف ، البليدة ، بجاية ، تيبازة وغيرها ،  اكدت  كلها بفعل الصدى الذي أحدثته على أكثر من صعيد ، حالة الارتباك التي أصابت بها  الاستعمار و عن مدى إصرار الشعب الجزائري على افتكاك  تاج الحرية  مهما كان الثمن  في هدا الشان  ألقى فرحات عباس  يوم  16 ديسمبر 1960 خطابا في شكل نداء أشاد فيه ببسالة الشعب، و تمسكه بالاستقلال الوطني و إفشاله للسياسة الاستعمارية و الجرائم المرتكبة ضد المدنيين العزل وقد  فضح من خلال هدا النداء   وحشية وغطرسة الاستعمار الوروبي الفرنسي...

أطفال كانوا ضمن قوافل الشهداء
ياسف الطفل الذي ربط اتصال قادة  الثورة  بالعربي بن مهيدي
أسبوع  من المظاهرات  حولت  جنود المستعمر الى فئران

 كشفت  المظاهرات الشعبية التى قادتها الشعب الجزائر طيلة أسبوع عن  حقيقة الاستعمار الفرنسي الإجرامية و فظاعته أمام العالم ،  والتى عبر  فيها الشعب الجزائري عن قوة تلاحمه  و تماسكه بمطالبه   رافضا   سياسة ديغول المتمثلة في فكرة   الجزائر جزائرية   و فكرة المعمرين   الجزائر فرنسية.. 
  على المستوى الدولي فقد برهنت المظاهرات الشعبية على مساندة مطلقة لجبهة التحرير الوطني وهو ماجعل  هيئة الأمم المتحدة إدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها  حيث  صوتت اللجنة السياسية للجمعية العامة لصالح القضية الجزائرية  رافضة مبررات فرنسا الاستعمارية  التى ارادت   تضليل الرأي العام العالمي بوقائع مخالفة  لحقائق .. ومن هناك .
-اتساعت دائرة التضامن مع الشعب الجزائري عبر العالم عامة و في العالم العربي خاصة   تضامن جاء حتى من داخل فرنسا نفسها  اين  خرجت الجماهير الشعبية في مظاهرات تأييد لقضية المحروسة  ،كان لها تأثير على شعوب العالم وهو ماجعل  المستعمر  يدخل   في نفق من الصراعات الداخلية   المر الدي تزامن مع  عزلة دولية  ،الأمر الذي أجبر ديغول على الدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الجزائري  لإنقاذ فرنسا من الانهيار الكلي .
التضحيات الجسام التى قدمها كل الشعب الجزائري  لا تقدر بثمن نساء شيوخ ورجال اشداء هبوا في اطار المقاومة والنظال السياسي  وغيره  لاخراج مرتزقة الاستعمار الاوروبي الفرنسي حتى الاطفال  كانوا من ضمن قوافل الشهداء
اعدادهم  بالالاف  امانوا بان تحي الجزائر   من هؤلاء الاسود الدين استشهدوا بطريقة الكبار

الشهيد عمر ياسف المعروف بإسم عمر الصغير الدي كان  مثالا لتضحية الطفل الجزائري أثناء الثورة التحريرية. ياسف   كان قد إنضم إلى الثورة وسنّه لا يتعدّى 13 سنة  ضمن  مجاهدي حي القصبة العتيق، حيث  شارك مع  الكبار  في سن والده في حمل الرسائل إلى المسؤولين، وكان حلقة وصل بين القائد  العربي بن مهيدي وياسف سعدي وباقي الفدائيين، و قد شهد له الشهيد العربي بن مهيدي بحماسه الفياض وإرادته الفولاذية. ياسف إستطاع بنباهة تخطّي كلّ الحواجز البوليسية ولم تتمكن السلطات الفرنسية من اكتشاف نشاطه إلى أن أستشهد رفقة حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت وحميد بوحميدي يوم 08 أكتوبر 1957 بعد ان نسف المنزل المختبئين فيه بحي القصبة من طرف كمندوس الاستعمار.......

Brak komentarzy:

Prześlij komentarz