بعد نهاية الحكم الروماني تعرضت هذه المدينة إلى الزحف الوندالي..ليتوالى بعده العهد العثماني …هدا الأخير الذي كان له بصمة مميزة في تاريخ القصبة لما خلّفه من آثار و معالم لا تزال شاهدة عليه الى وقتنا الحالي كالمساجد التي شيدت و من أبرزها جامع كتشاوة زيادة الى مختلف القصور في المنطقة المجاورة مثل دار حسين باشا ودار عزيزة ودار مصطفى باشا بينما كان مركز السلطة في قصر الجنينة ومحور التجارة كان الساحة الموجودة اليوم بين باب عزون وباب الواد.
ويتميز حي القصبة بأزقته الهابطة الضيقة والصاعدة والمتعرجة ، وتسمى " زنيقات " ولكل منها نشاطها الحرفي فهناك " زنيقة العرايس " و " زنيقة الحدادين " و" زنيقة النحاسين " . ومن يزور الجزائر لا تكتمل زيارته ما لم يزر القصبة وزنيقاتها ، وباب عزون وسوق الجمعة . التي تخفي كنوزا من الفن المعماري وراء جدرانها .
يجدر التنويه بدور القصبة الفعال إبان الثورة التحريرية حيث معظم الفدائيين كانوا يقطنون و يخطّطون للثورة من هدا الحي بأزقته التي تتميز بطابع عمراني مميز ممّا أرهق المستدمر الفرنسي و جعلته يتكبّد أشد الهزائم في معركة الجزائر .
القصبة اليوم مصنفة لدى اليونسكو ضمن الترات العالمي مند 1992 . رغم دلك لا تزال تعاني من الإهمال وتهدم الكثير من أبنيتها ....وفيما يلي بعض الصور لشوارع و مباني القصبة .
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 718x528 .
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 643x834 .
و كلما تعمّقنا في جولتنا صادفتنا بعض المشاهد التي عادت بذاكرتنا إلى العاصمة القديمة و تقاليدها التي لا تزال ضاربة في جذور سكانها الأصليين و منها الزي التقليدي الشهير
" الحايك المرمّى" التي لا تزال نساء القصبة محافظة عليه لوقتنا الحالي .
" الحايك المرمّى" التي لا تزال نساء القصبة محافظة عليه لوقتنا الحالي .
*****************
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 709x501 .
بالإظافة الى أهم الأنشطة التقليدية التي يشتهر بها الحي العريق كصناعة الفخار و صناعة النحاس على وجه الخصوص.
و تقريبا لا يكاد يمر شارع أو زنيقة دون أن يحوي على محل أو مكان لممارسة هذه الأنشطة التي لا تزال مثوارثة بين الأجيال لوقتنا الحالي.
و قد كان لنا حديث مع أحد النحاسين الشباب الذي إختار إمتهان حرفة النحاس لتجديدها و إظافة بعض الرتوشات العصرية عليها و للمحافظة على حرفة أجداده من الزوال أيضا.
و تقريبا لا يكاد يمر شارع أو زنيقة دون أن يحوي على محل أو مكان لممارسة هذه الأنشطة التي لا تزال مثوارثة بين الأجيال لوقتنا الحالي.
و قد كان لنا حديث مع أحد النحاسين الشباب الذي إختار إمتهان حرفة النحاس لتجديدها و إظافة بعض الرتوشات العصرية عليها و للمحافظة على حرفة أجداده من الزوال أيضا.
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 647x1002 .
هذه الصورة تم اعادة تحجيمها اضغط على الشريط الاصفر للحصول على الحجم الاصلي حجم الصورة الاصلي هو 647x1002 ومساحتها 113 كيلو بايت
هذه الصورة تم اعادة تحجيمها اضغط على الشريط الاصفر للحصول على الحجم الاصلي حجم الصورة الاصلي هو 647x1002 ومساحتها 113 كيلو بايت
هذه الصورة تمثل وسط الدار( الدويرة) الذي يميز معظم البيوت بالقصبة بوجود - الفوارة-و هي نافورة تتوسط الدار .حيث كانت النسوة تجتمع في هذا المكان للغناء ولتروي مختلف الأسطورات و لتتخد أيضاً من لعبة البوقالات التسلية الوحيدة لهنّ في غياب أزواجهنّ ( قراصنة القصبة ) لأشهر عديدة ، فيجتمعن في بيت إحداهن لكون البيوت متواصلة مع بعضها .. فتقوم الواحدة برمي خاتمها بالإبريق المسمى البوقال وتخبرها امرأة أخرى الفأل ، والذي غالبا عن قدوم الغائب أو حمل في الطريق.
بعض الأبواب ذات الطراز العمراني القديم الذي يمتد الى فترات العهد العثماني و غيرها لا تزال تطبع بعض البيوت بالقصبة .
شارع الأخوة راسم
و غير بعيد عن هذا الشارع يترائى لنا من بعيد بئر جباح و هو عبارة عن نصب تذكاري تخليدا لذكرى الفدائيين الذين قاموا بعمليات قنبلة ملعب الأبيار التي وضعت في 10 فيفري 1957 و الذين حكم عليهم بعدها بالإعدام بالمقصنة و هم على التوالي :
راضي حميدة-رحال بوعلام-بلامين محند-و سعيد تواتي
راضي حميدة-رحال بوعلام-بلامين محند-و سعيد تواتي
-بئر جبّاحْ-
و في ما يلي إحدى الزنيقات الضيقة التي تنتهي بمنفذ ضوئي كان يُستعمل أثناء الثورة من طرف المجاهدين
للتحضير للعمليات و لتضليل الأستدمار الفرنسي .
للتحضير للعمليات و لتضليل الأستدمار الفرنسي .
صورة النوافذ التي تميّزالبنايات القديمة للقصبة هذه الأخيرة التي غالبا ما تكون ذات أشكال محددة و متشابهة أيضا محاطة كلّها بأعمدة من الخارج.
في الأخير نختم جولتنا السريعة التي كانت أشبه بسفر في التاريخ عبرمحطاته المختلفة بهذه الصورة من أعالي القصبة للجزائر البيضاء التي نتمنى أن تستعيد بياضها ببعض الوعي من سكانها للمحافظة عليها و على ما تزخر به من ثروات وموروثات حضارية لا تزال شامخة ليومنا هذا .
المحطّة الثانية: زيارة مكان إستشهاد حسيبة بن بوعلي و غيرها ممّن كان معها من الفدائيين
في هذا المكان الواقع بحي القصبة و بتايخ 8 اكتوبر 1957 سقط في ميدان الشرف كلّ من الشهداء الأبرار :
-حسيبة بن بوعلي المولودة بتاريخ 18 جانفي 1938 بالشلف
- عمار علي " علي لابوانت" المولود بتاريخ 14 ماي 1930 بمليانة .
- بوحميدي محمود المولود بتاريخ 1939 بالقصبة .
- ياسف عمار المولود بتاريخ 1944 بالقصبة .
-حسيبة بن بوعلي المولودة بتاريخ 18 جانفي 1938 بالشلف
- عمار علي " علي لابوانت" المولود بتاريخ 14 ماي 1930 بمليانة .
- بوحميدي محمود المولود بتاريخ 1939 بالقصبة .
- ياسف عمار المولود بتاريخ 1944 بالقصبة .
و ذلك من خلال اشتباك عنيف بين شهدائنا و قوات الاستدمار الفرنسي و حصار دام ليوم كامل صمد فيه هؤلاء الأبطال ليلجئ المستدمرفي الأخير الى استعمال المتفجرات و نسف المسكن ليسقط الشهداء تحت الأنقاض.
و يجدر الذكر أنه في نفس الموقع ثمّ وضع الأرضية الأولية لمؤثمر الصومام تحت إشرافْ "عبّان رمضان" و مجموعة كبيرة من إطارات الثورة .
كما تُظهره الصّور الموجودة بهذا المكان و المعلّقة بجدرانه قصد التعريف بشهداء الحادثة .
-رحم الله شهدائنا و أسكنهم فسيح جنّاته -
و يجدر الذكر أنه في نفس الموقع ثمّ وضع الأرضية الأولية لمؤثمر الصومام تحت إشرافْ "عبّان رمضان" و مجموعة كبيرة من إطارات الثورة .
كما تُظهره الصّور الموجودة بهذا المكان و المعلّقة بجدرانه قصد التعريف بشهداء الحادثة .
-رحم الله شهدائنا و أسكنهم فسيح جنّاته -
المحطه الثالثة: جولة بالمتحف الوطني للفنون التقليدية والشعبية ( قصر خداوج العمياء سابقاً)
يعود تاريخ هذا القصر إلى العهد العثماني، و هو يتواجد بسوق الجمعة الشهير بحي القصبة. تمّ إنشاؤه من طرف يحيى رايس أحد قادة البحرية الجزائرية عام 1570 م .
قام بعدها حسن الخزناجي مسؤول خزانة المال للداي محمد بن عثمان بشرائه سنة 1774م، وكان لحسن الخزناجي إبنتان هما خداوج وفاطمة ، هده الأخيرة هي زوجة الداي حسين حاكم الجزائر العاصمة .
قام بعدها حسن الخزناجي مسؤول خزانة المال للداي محمد بن عثمان بشرائه سنة 1774م، وكان لحسن الخزناجي إبنتان هما خداوج وفاطمة ، هده الأخيرة هي زوجة الداي حسين حاكم الجزائر العاصمة .
أمّا خداوج فقد ارتبط اسمها بهذا القصر ، وتتحدث الأسطورة الشعبية أن خداوج كانت شديدة الجمال ، وقد اشترى لها والدها مرآة ، والمرآة آنذاك تعد شيئا ثمينا جدا وهدية فاخرة ، ويُحكى أنها من كثرة النظر إلى نفسها بالمرآة فقدت بصرها ، لذلك سميت خداوج العمياء ، وسكنت بهذا القصر فنسب لها وأصبح يسمى " قصر خداوج العمياء". وتركت تلك الحكاية بصماتها في العادات والمعتقدات الجزائرية الشعبية التي توصي بعدم النظر كثيرا في المرآة لأن ذلك يسبب العمى!!
وقد أخدت أسطورة خداوج العمياء شهرة نظرا لمكانتها الاجتماعية وأصلها ، فهي ابنة أحد كبار أعيان الجزائر في الفترة العثمانية ، وأختها زوجة الداي حسين حاكم الجزائر.
و لقصر خداوج العمياء أهمية بالغة خاصة من الجانب المعماري ، فبناؤه من الطراز الإسلامي العثماني من حيث تصميم المدخل ، وصحن الدار والطابق الأول ، والزخرفة ، وهي عناصر معمارية ذات جودة عالية ميزت العمارة العثمانية ، و تتميّز كل أبنية القصبة تقريبا بنفس الطراز المعماري : صحن دار مربع وعلى جوانبه غرف الدار ، وفي وسطه بركة ماء تتوسطها نافورة ماء هذه الأخيرة قد تختفي في بعض الأبنية و نجدها في أبنية أخرى .ثم طابق ثاني فوق الغرف السفلية ، والفسحة السماوية مغطاة بالزجاج .
و في ما يلي بعض الصور للقصر الذي تحوّل إلى متحف للفنون التقليدية و الشعبية .
" الممرّات الجانبية و التي تؤدّي إلى وسط الدّار مع غياب نافورة المياه في هذه الحالة "
شكرا لمشرف المغرب على التوقيع..
Brak komentarzy:
Prześlij komentarz