czwartek, 22 listopada 2018

القصبة الجزائرية

حي القصبة بالجزائر.. جمال العمران وتاريخ الثورة

الجمعة 27 أبريل 2018



ارتبطت "معركة الجزائر" (منتصف الخمسينات) بأسماء دون غيرها، وبقي تاريخها محفورا في الذاكرة، خصوصا بعد تجسيدها في عمل سينمائيصوّر جزءا من فصولها.
وظلت بعض مشاهد الفيلم عالقة في ذاكرة الجزائريين، خصوصا واقعة إقدام المستعمر على نسف المنزل، الذي كان يأوي "علي لابوانت" و"حسيبة بن بوعلي" بحي القصبة العريق.
القصبة التاريخ
القصبة حي شعبي يقع في قلب العاصمة الجزائر، شيد على هضبة تطل على البحر الأبيض المتوسط، وتتوسط عدة أحياء مثل باب الواد وسوسطارة ووسط العاصمة.
أزقة القصبة
أزقة القصبة
تقابل من يدخل الحي من جهة "جامع اليهود"، منازل متشابكة بطلائها الأبيض، الذي قشرته عوامل الزمن، وأبواب خشبية مزخرفة بأشكال عثمانية.
أما من جهة "باب الجديد" فتبرز أزقة ضيقة ومتعرجة، يستغرق الخروج منها وقتا طويلا، نظرا لتشابك شوارعها المبنية على منحدر.
ومن بعيد تبدو القصبة هرمية الشكل، تبدأ قاعدتها من "ساحة الشهداء" وينتهي رأسها عند "دار السلطان".
معركة الجزائر
​عند شارع "ديزابرام"، هناك منزل مميز عن باقي المنازل، علقت فوق بابه جدارية رخامية مكتوب عليها "في هذا المكان وبتاريخ 8-10-1957 سقط في ميدان الشرف الشهداء الأبطال".
المنزل الذي تم نسفه من قبل قوات الاستعمار
المنزل الذي تم نسفه من قبل قوات الاستعمار
في هذا البيت، الذي نسفته قوات الاستعمار الفرنسي، كان يختبئ رموز معركة الجزائر "علي لابوانت" و"حسيبة بن بوعلي" و"بوحميدي محمد" و"عمر ياسف".
يقول ياسين، وهو مرشد لزوار هذه المعلمة التاريخية، إن "هؤلاء الأبطال نفذوا عمليات ضد الفرنسيين في مدينة الجزائر".
ويشير ياسين، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إلى أن هؤلاء الشباب "كُشف أمرهم بعد وشاية من بعض الخونة، وحاصرت القوات الفرنسية المنزل قبل نسفه بمتفجرات".
وهج الثورة
لم تكن "معركة الجزائر" هي الوحيدة التي احتضنها حي القصبة، على الرغم من أنها طغت على كل القصص الكفاحية الأخرى، التي جرت أطوارها في هذا المكان.
في طريق الغريب إلى قلب القصبة بين الدروب الضيقة، تصير معالم المباني أوضح، كما أن تناسقها الهندسي حولها إلى تحف عمرانية، خصوصا تلك الأعمدة الخشبية في الجدران.
الحاج سعيد
الحاج سعيد
شيوخ الحي عادة ما يعتمرون قباعات بيضاء، ويرتدون بدلات رزقاء يطلقون عليها هنا "بلوتشنقاي".
هناك، على عتبة واحد من المنازل، يتخذ الحاج سعيد مكانه، واضعا رجله اليمنى على اليسرى، مسندا ظهره إلى الحائط.
لا يقلل الحاج سعيد من شأن حادثة نسف المنزل، بل يعيب على الناس تركيزهم عليها، حتى صارت أهم حدث في تاريخ القصبة.
يؤكد الحاج أن كل زاوية من زوايا الحي تشهد على قصص نضال وكفاح سكان القصبة، غير أنها لم تنل حظها الكافي من الإعلام والترويج.
ويتابع، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بالقول إن القصبة هي "وهج الثورة" ذلك أنه رغم تسييجها بالأسلاك الشائكة من قبل الفرنسيين غير أن ذلك لم يمنع سكانها من الانخراط فيها.
دور التجار
في أحد ملتقيات شوارع القصبة، كان شيخ بلباس رياضي يجلس على كتلة اسمنتية صممت على شكل كرسي، طوى ركبته واستند بمرفقه عليها.
العم الحاج
العم الحاج
العم الحاج كان عمره لا يتجاوز 13 سنة عند اندلاع الثورة التحريرية في الجزائر، غير أن ذاكرته مازالت نشطة، وتفاصيل تلك المرحلة محفورة في ذهنه.
في معرض حديثه عن تلك الحقبة، يكشف الحاج أن نقابة تجار منطقة القصبة كانت سببا في إطلاق شرارة الثورة استنادا لعدة معطيات تاريخية.
ويقول في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إنه في سنة 1952، أي قبل بداية الثورة بعامين، كان الزعيمان كريم بلقاسم وأعمر أوعمران يترددان على محل المدعو "أليوان".
وكان أليوان، وقتها، عضوا فاعلا في نقابة التجار، وساعد مفجري الثورة في جمع المال من تجار القصبة قصد شراء الأسلحة من الخارج.
ومازالت مخبزة القصبة شاهدة على تلك الواقعة، إذ كانت تخبأ فيها الأسلحة، ويتم تجريبها وإصلاحها هناك أيضا، فكانت، حسبه، مقر إمداد بالأسلحة والذخيرة لثوار العاصمة.
ويقول المتحدث بأن التاريخ "غيب الكثير من الحقائق وتم التركيز على أحداث دون سواها، منها تغييب دور التجار ممن ساهموا في العمل الثوري".
ومن الذكريات الراسخة في ذهن الحاج، مقاطعة تلاميذ القصبة للدراسة سنة 1956 استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني كنوع من أنواع الدعم والتضامن مع الثورة.
حتى الأطفال والنساء
في زقاق من أزقة القصبة الضيقة، كان ينبعث صوت متقطع لماكينة خياطة من داخل محل لا تزيد مساحته عن 5 أمتار.
العم سعيد
العم سعيد
​شيخ يعتمر قبعة سوداء يجلس على كرسي وظهره محني بشكل يساعده على تثبيت قطعة القماش تحت إبرة الماكينة، وهو يدندن أغنية شعبية.
يعود العم السعيد (80 سنة) بذاكرته إلى سنوات الكفاح المسلح في منطقة العاصمة وعلاقة القصبة بتاريخ الجزائري الثوري.
يؤكد المتحدث على أن معظم العمليات التي نفذت في العاصمة، كان وراءها شباب يقطنون بالقصبة، وبعد كل عملية يفر هؤلاء إلى الحي.
وكان الفرنسيون يقطنون بالأحياء المجاورة للقصبة، ولم يدخلوا القصبة اإا بعد سنة 1958، فكانت، حسبه، تشكل خطرا عليهم.
بالنسبة للعم سعيد، فإن كل سكان القصبة شاركوا في "الثورة المجيدة"، فكانت كل فئة لها دورها المنوط بها، لشعورها بالواجب الوطني السائد آنذاك.
ويقول العم، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن الأطفال والنساء كان لهم دور في تمرير السلاح، ونقله من منطقة إلى أخرى لأنهم كانوا لا يخضعون للمراقبة.
وشهد الحي بحسب المتحدث ذاته العديد من المواجهات المسلحة بين المقاومين والفرنسيين، ودفعت القصبة قوافل من أبنائها في سبيل استقلال الجزائر.
المصدر: أصوات مغاربية

رأيك

avatar

كل التعليقات (0)

ليس هناك تعليقات في هذا المنتدى. كن الأول وأضف تعليقاً

Brak komentarzy:

Prześlij komentarz