wtorek, 4 grudnia 2018

موجز من قواعد فن الحكم في فكر ميكافيلي :

موجز من قواعد فن الحكم في فكر ميكافيلي :
ولد نيقولا ميكافيلي في مدينه فلورنسا الايطالية عام 1469 م ,وعاش في واقع سياسي بالغ الفساد , حينها كانت بلاده - ايطاليا - مقسمة لعدة إمارات يسود الخلاف والتنازع  فيما بينها
وكان العنف والقتل من الأساليب الطبيعية للحكام , وكان مبدأ الصدق والإيمان مجرد وساوس غير عقلانية لا يعترف بها إلا من كان مستنيرا من الناس.
وأصبحت الخديعة والحيلة والغدر من ابسط الطرق للوصول إلى النجاح , كما كانت الأنانية تسيطر على اغلب الناس في ذلك الوقت.

وكان ميكافيلي شديد التطلع لتوحد بلاده – ايطاليا – لأنه غير راض إلى ما آلت إليه الأوضاع من تفكك وصراعات وانقسامات و اضطرابات !
ونتيجة ذلك قام ميكافيلي بإخراج كتابه المشهور والمعروف "الأمير" وقد كان من واقع خبراته بشؤون السياسة في وقته آن ذاك .
وسأستعرض لكم بعض القواعد التي أخرجها في كتابه :
فيقول ميكافيلي : إن الأمير الجديد يعيش في جو من المخاطر فمخاوف في الداخل تكمن في سلوك رعيته ، ومخاوف من الخارج تتمثل في سلوك الدول المجاورة له .
وبصدد ذلك فعلى الأمير أن يخشى كل خصومه ، وكثير من أصدقائه ، ومعظم رعاياه ، وعليه أن يتخلّص  من خصومه وحساده بكل ما أوتي من قوة ..
وارتباطا بذلك فقد التمس ميكافيلي العذر للحاكم الروماني- روميلوس- الذي قتل أخاه وشريكه في السلطة لكي يوطد أركان حكمه على اشلانه .
وإن دوافع -روميلوس- كما يقول -ميكافيلي- حين أقدم على فعلته كانت نقيه !
ويعلق على تلك الواقعة بقوله : "إذا كانت الواقعة تتهمه فإن النتيجة تبرؤه ذلك بأن الذي يستحق اللوم هو من يرتكب العنف بغرض التدمير ، وليس الذي يستخدمه لأغراض خيّره".
فيرى إن لم يقدم -روميلوس- على فعلته فكان مآل حكمه هو الزوال سريعا .
ويقول أيضا : على الأمير الراغب في عدم زوال سلطانه عدم التحلي بالفضائل ولا يعبأ بها .
لأن الغرض من السياسة هو "الحفاظ على القوة السياسية وتدعيمها" وهو معيار نجاح السياسي أو فشله , بغض النظر عن ممارساته السياسية هل هي قاسية أو غادرة أو غير مشروعة .
ومن أقواله أيضا في ذلك الكتاب :
على الأمير أن لا يكون طيبا على الدوام في تعامله وعلاقته بـرعاياه .. بل عليه أن يعرف متى يكون طيبا ومتى يكون عكس ذلك ,, وكل ذلك وفقا لما تقتضيه الضرورة ومصلحته أيضا .
وعلى الأمير أن لا يكون كريما على نحو يؤدي إلى فقره , لأنه إن أصبح فقيرا انصرف رعاياه عنه.
كما أن عليه أن يكون قاسيا إزاء رعاياه ، لأنه في وجهة نظره أن الرحمة تؤدي إلى الفوضى أما القسوة فهي أساس النظام وعموده, بحيث أنها تقضي على الفتنه وتوحد الشعب
فيقول : إن أصل البشر شريرون، شرهون، حسودون، غيورون، نهمون في رغباتهم
ساخطون دائما ، ومنافقون ، وخبيثون ،ومبتذلون ،يتسامحون بـ مقتل أبيهم و يجزعون  إن سلبت أموالهم ..

موجز القول " أن تكون سياسة الأمير مع محكوميه لا تهتم ولا تعبأ بقضايا الأخلاق كشأن العدل , الظلم , الخير , الشر .. الخ
بحيث أن غاية الأمير النهائية هي التمكين لسلطانه ، والتعظيم لقوته ,, ولكي يتحقق ذلك عليه اللجوء إلى العديد من الوسائل بغض النظر عن أخلاقياتها ، فتحقيق ذلك الهدف ممكن أن يستدعي الأمير إلى اللجوء للرذائل" .

وأيضا ينصح ميكافيلي "على الصعيد الخارجي" بأن ينهج الأمير نهج القدماء فيكون جامعٌ في تصرفاته بين أسلوب الإنسان ، وأسلوب الحيوان .
وان التجأ إلى سلوك الحيوان فعليه أن يكون  ثعلبا و أسدا في الوقت نفسه ، حيث إن كان أسدا فقط لما استطاع أن يكشف ما يوضع له من فخاخ ( لان الغابة الدولية مليئة بالفخاخ )

وإن كان ثعلبا فقط لعجز عن مواجهة الذئاب ( لان الغابة الدولية مليئة بالذئاب ).
فيجب أن يتحلى بالقوة والبطش كالأسد , والدهاء والخديعة والنفاق والمكر كالثعلب ، أما بالنسبة لما يتعلق بـ العهود والوعود التي يقطعها الأمير على نفسه ينبغي عليه أن لا يراعي الضمير فيها لان في ذلك تأثير سلبي عليه .
ويعزز ميكافيلي هذه النصيحة بقوله : " إن هذا الأسلوب لا يكون طيبا لو أن الناس جميعا كانوا خيرين ، غير أنهم أشرار لا يراعون عهدا لأحد ، وبالتالي لا تراع أنت ما قطعته على نفسك من عهود ووعود إزاءهم ، كذلك بأن الوفاء هو من الصفات التي لا يتحلى بها بنو البشر ، ومن هنا فمن غير الحكمة أن تراعي عهدا أعطيته إذا كان في ذلك ما يضر بمصلحتك ، أو إذا كانت الأسباب التي دفعتك إلى إعطائه قد اختلفت ، وأنت لن تجد أية مشقة على الإطلاق في إيجاد الأعذار من اجل تزيين حنثك بالعهد ".

Brak komentarzy:

Prześlij komentarz