czwartek, 6 grudnia 2018

مظاهرات 11 ديسمبر 1960

تعد مظاهرات 11 ديسمبر 1960 إحدى المحطات الحاسمة في الانتفاضة المسلحة للشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي، إذ نقلت المواجهات من الجبال إلى المدن والشوارع وأثبتت للجنرال ديغول وللمعمرين الفرنسيين أن الجزائر لم تكن يوما فرنسية ولن تكون أبدا كذلك.

تحل ذكرى تلك المظاهرات التي انطلقت من الأحياء الشعبية للتعبير عن التفاف الشعب حول ثورته ووفائه لها، والإصرار على تحقيق الاستقلال مهما كلف ذلك من تضحيات.. وقد نجحت الهبّة الشعبية في إرباك المستعمر وتكذيب مقولة "الجزائر فرنسية"، والتعجيل بتدويل القضية الجزائرية بعد كسبها لمزيد من التعاطف والدعم الدوليين.

ينظر جيل الثورة إلى تلك المظاهرات بعين الفخر والاعتزاز، لأنها تمثل صفحة مشرقة في تاريخ كفاحه وتضحياته، (كما تشكل لأجيال الاستقلال مصدر إلهام، وستكون للأجيال القادمة رمز إشعاع ينير دربها ويجعلها تستلهم تلك البطولات لمواجهة التحديات.)
لقد عمت المظاهرات المدن الجزائرية كلها؛ ففي الجزائر العاصمة عرفت ساحة أول ماي كثافة شعبية متماسكة مجندة وراء العلم الوطني وشعارات الاستقلال وحتمية انتصار الثورة، وعمت شوارع ديدوش مراد.. وحاولت القوات الاستعمارية والمعمرون المتظاهرون التصدي لها.. إلا أن رقعتها توسعت، حيث انتقلت بسرعة لتشمل الأحياء الشعبية: بلكور وسلامبي وباب الوادي، والحراش، وبئر مراد رايس، والقبة، وبئر خادم ،و ديار السعادة، والقصبة، ووادي قريش، وكانت الشعارات موحدة كلها، فبالإضافة إلى رفع العلم الوطني، كانت الحناجر تهتف بحياة الجزائر والشعب هو البطل الوحيد.. وتوسعت المظاهرات لتشمل العديد من المدن الجزائرية وهران، الشلف، البليدة وقسنطينة وعنابة وباتنة وسيدي بلعباس وتيبازة وبجاية...وغيرها حمل فيها الشعب نفس الشعارات ودامت المظاهرات أزيد من أسبوع.تدخلت الآلة القمعية الاستعمارية في عمق الأحياء الشعبية، ومارست التقتيل الجماعي ـ بتواطؤ من المعمرين ـ سقط العديد من الضحايا الأبرياء، غير أن صدى الأحداث أثار حالة من الارتباك في صفوف المستعمر، وأثبت مدى إصرار الشعب الجزائري على استرجاع سيادته وكرامته.

لقد نجح الشعب الجزائري ـ من خلال تلك المظاهرات ـ في توجيه رسالة واضحة وقوية لفرنسا الاستعمارية مفادها: أن إرادة الشعوب لا تقهر وان وفاءه ودعمه لثورته خيار لا رجعة فيه.
وقد كان من نتائج هذه المظاهرات:
* تعزيز صوت الثورة التحريرية في المحافل الدولية.
* توسع رقعة المناصرين للثورة في كافة بقاع العالم من طرف الأحرار والمساندين للقضايا العادلة.
* تجلي الصورة الحقيقية لتلاحم الشعب الجزائري في نصرة قضيته التي رسمها بيان أول نوفمبر 1954 والتي ظلت تغيبها الإدارة الاستعمارية.

* تحطيم معنويات ديغول وأحلامه الاستعمارية"؛إذ إن تلك الأحداث نزلت على المستعمر كالصاعقة لانه لم يكن يتصور الالتفاف الشعبي والجماهيري حول الثورة، كما أنها تزامنت مع زيارة الرئيس الفرنسي شارل ديغول للجزائر في 09 ديسمبر عندما توقف بولاية عين تموشنت على أن يحل بمنطقة الوسط وغيرها من مدن غرب البلاد، حيث قامت فرنسا بتجنيد جماهير غفيرة لاستقبال ديغول ـ منهم الجزائريون ـ غير أن جيش التحرير الوطني انتهج خطوة ذكية ومناهضة لفرنسا من خلال تجنيد هؤلاء الجزائريين ليهتفوا بشعارات مناهضة للاستعمار، منها "الجزائر جزائرية" عكس ما كانت تنتظره فرنسا التي ترغب في جعل "الجزائر فرنسية".
* تعتبر المظاهرات هزيمة معنوية وسياسية ودبلوماسية للمستعمر، نظرا لما كسبته من دعم وما أثارته من رد فعل دولي، خاصة بعد تدخل الجيش الفرنسي بكل همجية وأسقط قتلى في ساحة الفداء، ولم تنته بربرية الاستعمار عند هذا الحد، بل استمرت لتتواصل طلقات الرصاص على الجزائريين لتطال المقابر عندما كان البعض يدفن موتاه من الشهداء الذين استشهدوا في تلك المظاهرات، التي سادتها ألوان الراية الوطنية التي دُثّرت بها جثامين الشهداء.* وعلى المستوى الخارجي ، كشفت المظاهرات للعالم حقيقة الوجه الإجرامي والاستعماري لفرنسا. 
* أكسبت هذه الأحداث الشعب الجزائري دعما دوليا واسعا، حيث اقتنعت هيئة الأمم المتحدة بإدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها وصوتت اللجنة السياسية للجمعية العامة لصالح القضية الجزائرية ورفضت المبررات الفرنسية التي كانت تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي.

* اتساع دائرة التضامن مع الشعب الجزائري عبر العالم ـ خاصة الشعوب العربية ـ حيث خرجت الحشود في مظاهرات في عمق التراب الفرنسي مؤيدة لقضية الجزائر العادلة، وهذا ما كان له تأثير كبير على الرأي العام العالمي ، إذ دخلت فرنسا في نفق من الصراعات الداخلية وتعرضت إلى عزلة دولية بضغط من الشعوب المناصرة للقضية الجزائرية.
* رضوخ ديغول ـ بعد أشهر من تلك الأحداث ـ للدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير الوطني كانت نتائجها كما خطط لها رجال مقتنعون بضرورة الكفاح المسلح في بيان موجه إلى الشعب الجزائري في غرة نوفمبر 1954.
* قيام الأمم المتحدة ـ بعد أقل من عشرة أيام من المظاهرات ـ بإصدار لائحة اعترفت فيها بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير، لتفضح ادعاءات الحكومة الفرنسية الاستعمارية بأن ما يحدث في الجزائر شأن داخلي.
اليوم.. وبعد مرور 49 سنة على تلك الأحداث التي كانت صفحة مشرقة في تاريخ كفاح الشعب الجزائري تبقى شاهدة على أن الاستعمار الفرنسي خرج من الجزائر ملوما مدحورا، وأنه لم يجلب للجزائر سوى الدمار.. وما الشعار الزائف الذي ترفعه بعض الأطراف اليمينية المتطرفة "بحضارة الاستعمار" إلا محاولة لتلميع صورة المستعمر وتغليط الأجيال وتزييف حقائق التاريخ..

الاحتفال بذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960

المديرية الفرعية للأنشطة العلمية الثقافية والرياضية تنظم
فعاليات الاحتفال بذكرى  مظاهرات 11 ديسمبر 1960
ندوة تاريخية بعنوان :« الصناعة العسكرية إبان الثورة التحريرية »
يوم الخميس 10 ديسمبر 2015
جمعية المالق مكتب عنابة  MALG
            جانب من قاعة المحاضرات بمجمع سويداني بوجمعة
عرض مسرحي بعنوان : انتفاضة شعب( نادي المسرح الجامعي )
فيلم قصير بعنوان :  شهداء الهوية   (نادي الفنون البصرية )
مداخلة لجمعية المالق مكتب عنابة MALG
محاضرة بعنوان:  الصناعة العسكرية إبان الثورة التحريرية من تقديم الدكتور: محمد شرقي
تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ( الطالب عثمان عبد المولى  )
رسم على المباشر  ( نادي الرسم الجامعي )
مونولوج بعنوان : إمرأة ثائرة   ريمة سعيودي  نورة زنير

إلقاءات شعرية بعنوان الانتفاضة مجد الصمود    الطالب ابراهيم غالي بشر
تقديم الشهادات للمشاركين وتكريم الفائزين بالدورة الرياضية  

Brak komentarzy:

Prześlij komentarz