poniedziałek, 3 grudnia 2018

11ديسمبر1960

من شوارع بلكور ولعقيبة إلى أروقة الأمم المتحدة 
لا ريب أننا في كل شهر من شهور السنة نحي ذكرى خالدة تمكنت الثورة الجزائرية من غرسها وتثبيت عروقها في التاريخ وصارت ملحمة تروى للأجيال باعتزاز وفخر.
وما مظاهرات 11 ديسمبر 1960إلا محطة من محطات نضال هذا الشعب الذي قدر له أن يكون مناضلا في كل حقب التاريخ.
وفرنسا لم تذخر جهدا للقضاء على الثورة بل لجأت حتى للإغراء كما فعل الجنرال ديغول بمجيء جمهوريته الخامسة معتقدا أن هذا التمرد إنما هو من أجل الخبز والمسكن والعمل
ومنيت هذه الأساليب بالهزيمة أمام الانتصارات العسكرية لجيش التحرير الوطني وكذا الجهود الدبلوماسية بقيادة الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية.
سير المظاهرات:
عمدت جبهة الجزائر الفرنسية الرافضة لسياسة ديغول للقيام بمظاهرات في كبريات المدن الجزائرية يوم 09 ديسمبر 1960 منددة بزيارة ديغول وسياسته.
أما بالنسبة للجانب الجزائري فلا بد أن نعود قليلا للوراء للوقوف على أجواء التحضير للمظاهرات.
فقد كانت مدينة الجزائر قد أرهقت من الاعتقالات والقمع الذي مورس من طرف السلطات الاستعمارية أثناء معركة الجزائر وكانت كل محاولة للتنظيم غير مكنة في هذه الأجواء.
ورغم هذا فقد حول بعض المناضلين ومن خرج من السجن إعادة تنظيم الصفوف وهيكلة التنظيم من جديد وقد قررت الحكومة المؤقتة في 1960 بداية إسناد التنظيم في العاصمة إلى الولاية الرابعة والتي أعلنت المنطقة السادسة.
وكلف بذلك قائد الولاية الرابعة العقيد “الجيلالي بونعامة” سي محمد بعضا من ضباط جيش التحرير الذين يعرفون العاصمة بالالتحاق بها قصد إعادة بعث التنظيم هناك زمن بينهم ” محمد بوسماحة وروشاي بوعلام بوراوي سعيد بلحاج عثمان وعلي صلامبي وجمال بناي وغيرهم”
وقد هؤلاء الضباط بالعاصمة في شهر سبتمبر وحاولوا إعادة الاتصال مع بعض خلايا جبهة التحرير .
وعقد أخر اجتماع بحي ابن عكنون عند الحاج عيسى دودو في 20 نوفمبر
لكن منهم من استشهد في اشتباك في بني مسوس يوم 25 نوفمبر كبلحاج عثمان “سي جعفر” وعامور حميد وبوجمعة خليل .
أما بوسماحة وبوراوي  سعيد وترمول توفيق فقد تم إيقافهم .
ولم يبق من أعضاء الخلية بعد المعركة إلا روشاي بوعلام “سي الزبير “وخليفة محمد وجمال بناي فقد حاولوا البحث عن مأوى من جديد وإعادة اتصالات مع الإخوة.
وتمكن  روشاي بوعلام ورفاقه من الالتحاق  بعائلة “خميسة حسان ” ومكثوا بها استعدادا  للتحرك.
التحضير للدور الشعبي للتظاهر في العاصمة كان منذ الأيام الأولى لشهر ديسمبر ما كان ينقص فقد هو تحديد الساعة 0.
وهذا ما يوضحه أيضا الجنرال “جاكان “لمجلة ايستوريا في العام 1973، إذ يشير” أن الشرطة قد سجل تململا واضطرابات في صفوف الشباب المسلمين”

شراء قماش باللونين الأخضر والأبيض:
وعندما قتل قائد الولاية الرابعة في البليدة في أوت 1961 عثر في مقره على وثائق تدل على هذه المظاهرات.
وأضاف أيضا من الأحياء التي تعد هادئة قرر المتظاهرون المؤطرون من قبل المسئولين في جبهة التحرير الوطني تحويل المظاهرة المؤيدة لديغول لصالحهم”.
تشير كل الروايات أن ما زاد اشتعال فتيل الغضب المضرم أصلا هو حادثة الاعتداء على عمي أرزقي أديم بشارع ليون سابقا بلوزداد حاليا مساء يوم السبت 10ديسمبر وتحديدا بجوار”بار ديراغو” من قبل بعض المعمرين الشباب الذين استغلوا حالة التوتر جراء مظاهرات جبهة الجزائر الفرنسية ضد مشروع ديغول بالسخرية من الشيخ.
وإلى جانب كون أرزقي أديم شيخ فهو أب لمجاهد وأب لشهيد “احمد أديم ” الذي استشهد عام 1958 .
هذه المناوشات بين شباب جزائريين من بلكور ومعمرين صادفت مرور سيارة جيب تابعة للجيش الفرنسي كان على متنها ثلاثة جنود فتوقفوا لمعرفة ما يحدث ثم قاموا باقتداء الجميع لمقر الكابتان “برنارد” لاساس الذي لا يبعد عن مسرح الحدث ببضعة أمتار فقط.
وبعدها قام بعض الشباب برشق تلك السيارة بالحجارة والطماطم أمام حجم التجمع خرج الكابتان برنارد وسمح للجزائريين بالتظاهر شريطة أن يرددوا شعارات ديغول وهي”الجزائر جزائرية” بسرعة كبيرة تطور الوضع الأمر لم يعد يقتصر على حداثة اعتداء بسيطة بل صار قضية وطن وامتدت شرارة الغضب من شارع ليون إلى العقيبة وصالمبي و ابتدأت الأصوات تتعالى ” الجزائر مسلمة” وبدأ تحطيم واجهة المحلات وبعدها أحرقت أروقة بلكور بشكل أوحى أن الغضب أكبر من يكفيه يوم واحد.
اغتنم مسؤولو جيش التحرير للمنطقة الساسة  هذه الأحداث التي كان لابد من احتواءها.
اجتمع قائد المنطقة سي الزبير بعدد من المناضلين الذين كان على اتصال بهم في مخبأه بالقبة وتم التأكيد على تصفية الحساب مع الفرنسيين هذه المرة بالتأكيد على أن هذه الثورة هي ثورة شغب ولابد من الرد على ادعاءات ديغول وأحلام  جبهة الجزائر الفرنسية .
وأعطى السي زبير تعليماته ليتم تأطير المظاهرات:
1-تدعيم وتقوية المظاهرات وكدا ضبطها وتأطيرها.
2-شراء الأقمشة لخياطة الأعلام
3- تحديد الشعارات
4-تقديم تصريحات للصحافيين الأجانب.
في ليلة رطبة بالعاصمة هي ليلة 11 ديسمبر إذا أسرقت السمع واقتربت من منازل الجزائريين لا تسمع إلا همسا يشق صمت الليل وضوء خافت ينبعث من إحدى نوافذ  بيوت الكاريار والعقيبة وشارع الشيخ الكمال وديار البابور  لنساء  ورجال تجافت جنوبهم عن المضاجع لأن مهمتهم كانت خياطة العلم الوطني
صباح الأحد 11 ديسمبر … إنها المواجهة:
تدفقت جموع الجزائريين منذ الصباح واحتلت الشارع  التجمعات البشرية تركزت في أعالي شارع ليون وهم يرددون شعارات تعبر عن دعمهم لجيش و جبهة التحير الوطني والحكومة المؤقتة. وهم يحملون العلم الجزائري أخضر أبيض تتوسطه هلال ونجمة، حيث خرجت الجماهير كلها دون استثناء الشيخ الشاب والطفل.
الاستقلال حلم الجميع ويحققه الجميع
ومن مميزات هذه الأيام الخالدة من شهر ديسمبر هو رفع العلم الجزائري لأول مرة في الجزائر لكل فرد من الجماهير صورة في ذهنه أو فكرة كيف يكون هذا العلم رمز الجزائر
ألوانه تتردد ممن يرون الأنباء الواردة من الجبال لكن لا أحد يملك تصور محددا له
فكانت مظاهرات 11 ديسمبر بمثابة تعرف الجزائريين على علم بلادهم
ورؤية العلم كانت تثير بالنسبة لهم نشوة وإحساس بأن الحرية آتية لا محالة فحملوه متحدين الجيش الفرنسي.
يروي رولان فور في جريدة لورور  بتاريخ 12-12-1960:
“شارع ألبان روزي مم ثلاثة أمتار عرضا على مسافة ثمانمائة مترا نحو الأعالي كان على وشك الإنفجار خمسة ألاف مسلم متزاحمين شاهرين الأعلام البيضاء والخضراء بالهلال الأحمر ولافتات كتب عليها الجزائر الإستقلال التام  استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة وكانت الصيحات الموت لغايار
في الصف الأول كان الشباب يرفعون أيديهم ومن وراءهم النساء محمولات على الأكتاف مكتوب عليها تحيا افالان
في منتصف النهار استمرت صيحات المتظاهرين على الرغم من مكبرات الصوت لقوات الشرطة التي كانت تنادي بقوات هذه المظاهرات”
وانطلقت الآلة الجهنمية الفرنسية ضد المتظاهرين العزل وتدخلت مختلف القوات الفرنسية بالأسلحة وحتى الدبابات مما كان يعني لنا أن الحرب اشتعلت بالمدن فتجولت لنا شوارع الحي لأنهار من الدماء في أيام المظاهرات وبدأ الأقدام السوداء بإطلاق الرصاص على من يقترب من مساكنهم  .
وكان هناك اشتباك مع الجيش بشارع سارفونتاس حيث تعرض الشباب لطلقات المناضلين.
وهذا إلى جانب مكبر الصوت الذي كان يبث أناشيد وطنية وكدا تعليمات للمتظاهرين.
وامتد الغضب إلى صالامبي وبعض أحياء العاصمة كالحراش ولم تقل ضراوة المظاهرات هناك عن بلكور ولم تهدا المظاهرات حتى ساعات الليل.
ولما كان الجزائريون يشيعون ضحاياهم بمقبرة سيدي أمحمد أو مقبرة صالامبي كان الشهداء يلفون بالعلم الوطني ليدفنوا
ولما علم جنود الكومندوس الفرنسيون بذلك رفضوا ذلك وصاروا يطوفون أرجاء المقابر مما جعلهم يدخلون في اشتباك أخر مع شباب بلكور الذين تصدوا لهم وأصبح هناك نوع من  التحدي ودفن العديد من الشهداء بالعلم الوطني على مرأى ومسمع الجنود الفرنسين.
أما بالنسبة لجنرالات الجيش الفرنسي فقد نددوا بطريقتهم على المظاهرات “القمع طبعا.
الجنرال كريبين القائد الأول للجيش يصرح “التجاوزات من صنع أقلية من المحرضين تابعين لجبهة التحرير وفئة من المشاغبين الأوروبيين الذين بإمكانهم خلق بوتقة عميقة بين الجاليتين.
أما الجنرال قنوبلد قائد منطقة الجزائر “عناصر من جبهة التحرير استغلت المظاهرات كي تخلق جوا انتفاضيا”
حسيبات بلكور كن في الصفوف الأولى:
أول شهيدة في مظاهرات 11 ديسمبر كانت الطفلة صليحة واتيكي حملها مجموعة من الشباب على أكتافهم وهي تحمل العلم الوطني ولما أصيبت بجوار الميسي لم يتفطن الشباب لذلك وواصلوا سيرهم حتى بدأ الدم يسيل منها حينها علموا بموتها.
ودور المرأة كان كبيرا جدا في سير المظاهرات سواءا بخياطة العلم أو بالزغاريد التي كانت تلهب الحماس أو بالمشاركة في الصفوف الأولى.
ما أسفرت عنه المظاهرات:
فرنسا الرسمية تحدثت عن 123 قتيلا وأكثر من 400 جريح واعتقال 600 شخص لكن الحقيقة كانت أفظع من ذلك بكثير إذ أن المظاهرات استمرت أسبوعا كاملا وامتدت من شرق البلاد لغربها وشارك فيها العديد من الجزائريين.
كما أن البطش  والقمع الذي مورس ضد المتظاهرين كلف استشهاد أكثر من 800 جزائري عبر  التراب الوطني وأكثر من 1000 جريح وتم اعتقال أكثر من 1400 شخص من الصبيان والنساء والشباب والشيوخ
وحتى الصحافة العالمية قد تحدثت بواسطة مراسليها في الجزائر ووكالات الأنباء العالمية على أن شوارع الجزائر وقراها قد تحولت لحمامات من الدماء جراء القمع الوحشي الفرنسي.
ولكن هذه المظاهرات قد حررت الجزائري في المدن من عقدة التقهقر أمام عتاد الفرنسيين وقد خفف الضغط عن المجاهدين في الجبال وابرز التلاحم الشعبي مع ثورة التحرير.
ولم يقتصر التلاحم في الجزائر بل صار عربيا وحتى دوليا فقد خرج الطلبة والعمال والفلاحون والموظفون في مسيرات في الوطن العربي تضامنا مع الشعب الجزائري وتأييدا له في ثورته وحقه في الاستقلال.
بل وقد طالب العديد من الأشقاء العرب من ممثليات الثورة الجزائرية في هذه العواصم السماح لهم بالتطوع والقتال جنبا مع أشقائهم.
ولم يتخلف عن الاستنكار حتى الفرنسيون أنفسهم إذ قامت مجموعة من رجال الثقافة والعلم والفن بإرسال رسالة عريضة للرئيس الفرنسي يطالبونه فيها بالإسراع في حل القضية الجزائرية ورفضت الأمهات الفرنسيات إرسال أبناءهن لجبهات القتال بالجزائر

الأمم المتحدة ومظاهرات 11 ديسمبر 1960
صدى بلكور في مناهتن:
استأنفت الأمم المتحدة يوم الاثنين 12 ديسمبر 1960 أشغالها
بعد عطلة الأحد 11 ديسمبر فقد وجدت الوفود نفسها في حرج كبير بعد تداول الأخبار من الجزائر عبر سفاراتها والصحف والإذاعات حول الوضع الخطير في الجزائر والآلة الجهنمية للجيش الفرنسي ضد المتظاهرين الجزائريين وكان ذلك محل استنكار وسخط بين الوفود .
وخاض المندوبون الجزائريون معركة لتنظيم استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة
وعبر عن ذلك كريم بلقاسم “سنقوم بإسماع نداء بلكور إلى داخل منها طن”
كما يصف امحمد يزيد  الذي كان مع الوفد الجزائري في نيويورك مظاهرة 11 ديسمبر لعبت دورا أساسيا في النقاشات وسمحت بتغليب اختيار الشعب الجزائري
فقامت الأمم المتحدة بتشكيل لجنة سياسية لدراسة القضية الجزائرية.
وبانتهاء المناقشات يوم الأربعاء قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالمصادقة على لائحة الكتلة الأسيوية الأفريقية التي تنص على إشراف الأمم المتحدة ومراقبتها لتقرير المصير بالجزائر .
فأحرزت اللائحة العامة للقضية الجزائرية على تصويت 80 دولة وامتناع 08 دول
وتنص الفقرة الأولى من هذه اللائحة على أن تعترف الأمم المتحدة بحق تقرير الشعب الجزائري في تقرير مصيره بحرية وحقه في الاستقلال فصوتت لصالح الفقرة 83 دولة وامتنعت 10 دول.
والفقرة الثانية نصت على الضرورة الملحة لإعطاء الضمانات اللازمة للتأكد من حق تقرير المصير سيطبق بحرية وعدالة واحترام التراب الجزائر وسلامته.
وصوتت لفائدتها 20 دولة دون معارضة.
أما الفقرة الثانية فتعترف فيها الأمم المتحدة بمسؤوليتها في المشاركة ليطبق هذا بنجاح وعدالة .
وصوتت عليها 70 دولة ومعارضة 10 دول وامتناع 14 دولة عن التصويت.
أما الفقرة الرابعة والأخيرة فتنص على أن اللجنة تقرر في أن يجري الاستفتاء في الجزائر بتنظيم ومراقبة وإشراف الأمم المتحدة ويقرر بواسطته الشعب الجزائري مصيره وطنه بحرية.وصوتت عليه 28 دولة وعارضت 33 دولة وامتنعت 28 دولة عن التصويت.
نص اللائحة المصادق عليها:
إن الجمعية العامة مناقشتها للقضية الجزائرية وتذكيرها بقرارها 1012 المؤرخ في 15 فبراير 1957 والذي تعبر فيه عن أملها في إيجاد حل سلمي وديمقراطي وعادل بوسائل مناسبة ومتماشية مع مبادئ الأمم المتحدة.
وقد باءت كل مراوغات فرنسا بالفشل وحتى زيارة ديغول وبرنامجه.
بقلم: الإعلامية لمياء قاسمي

ملاحظة: الموضوع كتب استنادا على شهادات لمن عايش الحدث ومراجع
2 التعليقات
  1. غير معروف يقول
    اريد اهداف مضاهرات11ديسمبر 1960
  2. نايل الحواس يقول
    شكرالكم
أترك رد
بريدك الالكتروني لا يتم نشره

Brak komentarzy:

Prześlij komentarz