sobota, 1 grudnia 2018

11ديسمبر1960



الذكرى ال57 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960

الذكرى ال57 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960

يحيي الشعب الجزائري يوم 11 ديسمبر من كل سنة الذكرى السابعة والخمسين (57) لمظاهرات 11 ديسمبر1960 الخالدة، والتي يستعيد بموجبها ذكريات ذلك اليوم الذي خرج فيه الجزائريون في مظاهرات سلمية للوقوف في وجه سياسة الجنرال ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءا من فرنسا، وكذا ضد موقف المعمرين الفرنسيين الذين ظلوا يحلمون بفكرة «الجزائر فرنسية»، فشكلت تلك الإنتفاضة الشعبية إحدى المحطات البارزة في تاريخ الثورة التحريرية التي انطلقت شرارتها في الفاتح من نوفمبر1954، ومنعرجا حاسما في مسارها.

تعود أسباب إندلاع المظاهرات الى محاولة الجنرال ديغول تنفيذ مشروعه الجديد المتمثل في دولة تحت شعار «الجزائر جزائرية»، وهو مشروع يقوم على إدخال بعض الإصلاحات الإقتصادية والإجتماعية في الجزائر وكذا تقليد مناصب الحكم فيها الى الأشخاص الذين تثق فيهم الإدارة الفرنسية والموالين لها وذلك بهدف إضعاف وتهميش جبهة التحريرالوطني وتحييد الشعب عنها وبالتالي القضاء على الثورة التحريرية.
ولقد قسم هذا المشروع الطبقة السياسية بالجزائر الى ثلاث فئات:
1- فئة أنصار الجنرال ديغول من الفرنسيين والجزائريين البرجوازيين وبعض البرلمانيين المقتنعين بسياسات ديغول، والمدافعين عن شعار «الجزائر جزائرية
2- فئة المعمّرين المناهضين لسياسة ديغول، والحاملين لشعار «الجزائر فرنسية
3- فئة التيار الوطني وتمثله الحركة الوطنية والجماهير الشعبية، وشعارها «الجزائر مستقلة وعربية مسلمة
إندلعت مظاهرات 11 ديسمبر الشعبية خلال الزيارة التي قام بها الجنرال ديغول الى الجزائر يوم 9 ديسمبر 1960، للإشراف شخصيا على تطبيق مشروعه «الجزائر جزائرية»، حيث خرج انصاره في هذا اليوم بإيعاز من حكومة باريس لإستقباله في مدينة عين تموشنت للتعبير عن مساندتهم له ولسياسته التي يريد تطبيقها بالجزائر، وفي اليوم الموالي قام المعمرون الحاملون لشعار «الجزائر فرنسية» بمظاهرات للتعبير عن رفضهم لسياسات ديغول وتمسكهم بمواصلة إحتلال الجزائر وإعتبارها جزء لا يتجزأ من فرنسا.
وفي مقابل هذا وذاك خرج الشعب الجزائري يوم 11 ديسمبر1960، بإيعاز من جبهة التحرير الوطني في مظاهرات كبيرة في العديد من مناطق البلاد ليعلن للنظام الفرنسي وللرأي العام الدولي عن رفضه للإستعمار وتصديه لكل الأطروحات والسياسات التي جاء بها الجنرال ديغول وتمسكه بقيادة الثورة ومبادئ بيان أول نوفمبر 1954 حتى نيل الإستقلال واسترجاع السيادة الوطنية كاملة.
إنطلقت المظاهرات من حي بلكور (شارع بلوزداد حاليا) لتتوسع فيما بعد إلى اغلب الأحياء بالعاصمة ولتمتد في الأيام اللاحقة إلى باقي المدن الجزائرية الأخرى مثل تيبازة وشرشال وسيدي بلعباس وقسنطينة وعنابة وغيرها، ورفع خلالها المتظاهرون العلم الوطني وهتفوا  بشعارات جبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة على غرار «تحيا الجزائر مستقلة» و «الجزائر  عربية مسلمة» و«تحيا جبهة التحرير الوطني».
وجاء رد فعل السلطات الفرنسية قويا تجاه المظاهرات، إذ قابل الجيش الفرنسي جموع المتظاهرين بأبشع أنواع وسائل القمع من قنابل مسيلة للدموع والدبابات والعربات المصفحة والرشاشات وأطلق عليهم الرصاص بدون رحمة،  كما قامت الشرطة الفرنسية بالمداهمات الليلية لاختطاف الجزائريين من منازلهم، والإغارة على المواطنين وهم يوارون شهداءهم  بالإضافة إلى سلسلة الاعتقالات التي مست عدد كبير من الجزائريين. وكانت حصيلة هذه المظاهرات ثقيلة حيث أسفرت عن سقوط المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى عبر كامل التراب الوطني.
وفي مقابل ذلك فإن هذه الأحداث حققت الكثير من المكاسب السياسية للجزائريين نذكر منها على وجه الخصوص:
تمكين جبهة التحرير الوطني من تحقيق انتصار سياسي كبير، فعلى المستوى الداخلي ألقى رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، فرحات عباس، يوم 16 ديسمبر1960، خطابا أشاد فيه ببسالة الشعب الجزائري وتمسكه بالإستقلال الوطني وإفشاله للسياسة الاستعمارية والجرائم المرتكبة ضد المدنيين العزل، وعلى المستوى الخارجي تزامنت هذه الأحداث مع مناقشة القضية الجزائرية على مستوى هيئة الأمم المتحدة التي صوتت اللجنة السياسية لجمعيتها العامة لصالح القضية الجزائرية وأصدرت يوم 20 ديسمبر1960، لائحة اعترفت فيها بحق الشعب  الجزائري  في تقرير المصير، حينها أيقن الإستعمار الفرنسي انه خسر الحرب نهائيا وما عليه إلا التسليم بالأمرالواقع، واقتنع الجنرال ديغول بأن الشعب الجزائري متمسك بكل قواه باستقلال بلاده مما دفعه للدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير الوطني، التي انطلقت بمدينة إيفيان الفرنسية، وافضت الى استقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962.
كشف حقيقة الإستعمار الفرنسي الإجرامية وفظاعته أمام العالم، والتأكيد على مدى تلاحم الشعب الجزائري وتماسكه وتجنده وراء مبادئ جبهة التحرير الوطني للقضاء على سياسة ديغول الجديدة المتمثلة في فكرة «الجزائر جزائرية» وفكرة المعمرين «الجزائر فرنسية».
إتساع دائرة التضامن الدولي مع الشعب الجزائري خاصة في العالم العربي و حتى في فرنسا نفسها، حيث خرجت الجماهير الشعبية في مظاهرات مؤيدة للقضية الجزائرية.
إن مظاهرات 11 ديسمبر 1960، سوف تبقى إحدى المحطات البارزة في التاريخ النضالي الجزائري من أجل التحرر من نير الاستعمار، حيث أنها عززت النضال الوطني وكرست استمرارية الكفاح من أجل الاستقلال وأكدت مدى تلاحم الشعب مع ثورته بقيادة جبهة التحرير الوطني كممثل شرعي ووحيد له. كما أنها حققت العديد من المكاسب السياسية لفائدة الشعب الجزائري وثورته المجيدة على المستويين الداخلي والخارجي، وأكسبت القضية الجزائرية المزيد من الدعم والتأييد من قبل الشعوب  المناهضة للإستعمار والمحبة للسلام.
هذا وتتميز الإحتفالات المخلدة لهذا اليوم، الذي سيبقى يشكل مصدر إلهام للأجيال القادمة، بتنظيم العديد من التظاهرات ذات الطابع الثقافي والتاريخي التي تمجد هذه الأحداث المأساوية، ومنها على الخصوص إقامة مراسيم الترحم على أرواح الشهداء وتنظيم معارض للصور عن المظاهرات وعرض أفلام وأشرطة وثائقية حولها وإطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والمؤسسات الحكومية وتكريم عائلات بعض الشهداء.

 
 twitterlinkedingoogle-buzzfacebookdiggafsaran
الکلمات المفتاحية
 
مصدر الخبر: الوفاق
الرد علی تعلیقاتکم
تعليق
بعنوان 11دبسمبر 1960 بفج مزالة فرجيوة حاليا 
الاحداث التي لازالت مغمورة 
عرفت العديد من المدن الجزائرية هذه المظاهرات الشعبية كالجزائر العاصمة وتيبازة وشرشال وسيدي بلعباس وقسنطينة وعنابة والشلف وبجاية وخنشلة ومدينة فج مزالة (فرجيوة حاليا بولاية ميلة.
ولازال الكثير يجهل أحداث هذه المظاهرة التي جرت بفج مزالة صبيحة 11 ديسمبر 1960، حيث خرج ما يقارب 200 مواطن أو مواطنة، جاؤوا من مختلف المشاتي كمشتة الشوارة والطورش وأم الحجل والسخونة، وهم حاملون الرايات الوطنية ولافتات كتبت عليها عبارات منددة بالاستعمار الغاشم، مطالبين فرنسا بالاستقلال، ومؤكدين على شرعية مطالب جبهة التحرير الوطني والتفافهم حولها.
وعندما وصل المتظاهرون إلى جسر أم المحارم واجتيازهم لمشتة أما لحجل اتفقوا على أني جوبوا شوارع بلدية فج مزالة آنذاك، وفور بلوغ خبر تجمع هؤلاء المواطنين بذات المكان، أوفدت السلطات العسكرية مجموعة كبيرة من العساكر الفرنسية مدججة بترسانة من الأسلحة والعتاد الحربي لمواجهة هذه المظاهرة السلمية.
وجاء رد فعل السلطات الفرنسية قويا تجاه هذه المظاهرة إذ قابل الجيش الفرنسي الجموع الجزائرية بالدبابات والمدافع والرشاشات وأمطروا المتظاهرين بنيران القنابل وأطلقوا عليهم الرصاص.
كما قامت القوات الفرنسية عقب ذلك بحملة واسعة في أوساط السكان، وزج بالكثير منهم في السجن الأحمر لقتلهم فيما بعد إما بالرصاص أو رميهم كالعادة من كاف الزوابق بحمام أولاد عاشور الموجود ببلدية لعياضي برباس بولاية ميلة.
-I 1- نتائج مظاهرة 11 ديسمبر 1960 بفج مزالة :
كانت نتائج هذه المظاهرة سقوط ستة شهداء وهم:
ربيعي الربيع المدعو ربيح.
ملاري مسعودة.
بوفنار المطيش (معلم القرآن بالشوارة)
بوطفوس علي المدعو الطيب.
بوغواص فاطمة الزهراء.
ميهوب الزهراء زوجة لعبيي محمد العربي.
وجرحت أربعة متظاهرات وهن: بوجرادة ربيحة وسليماني زكية وبوفنار ثلجة وبوجرادة مسعودة
وبالإضافة إلى زج العديد من مواطني فج مزالة بالسجن الأحمر فإن الكثير منهم تمت عملية تصفيتهم بكاف الزوابق بحمام أولاد عاشور.
وقد قامت الإدارة الاستعمارية بعد هذه الأحداث مباشرة بإجراء تحريات معمقة توصلت من خلالها إلى القبض على العديد من المشاركين في هذه المظاهرة ومنهم الشهيد ربيعي الربيع المدعو ربيح، وهو الذي قام بخياطة الرايات الوطنية خلال هذه المظاهرة.
حيث حاصرت القوات الفرنسية مسكنه وألقت القبض عليه على إثر وشاية من أحد الخونة والذي أدلى بمعلومات تؤكد مشاركته وخياطته للرايات الوطنية التي استعملت في هذه المظاهرة الشعبية بفج مزالة.
نبذة تاريخية عن الشهيد ربيعي الربيع:
ولد الشهيد ربيعي الربيع المدعو ربيح في 1909 بفج مزالة، وقد تعلم مهنة الخياطة والتفصيل بالجزائر العاصمة، حيث قضى هناك فترة مابين سنتي 1936 و1942.
وبعد الحرب العالمية الثانية رجع إلى مسقط رأسه واشتغل في تفصيل الملابس، وبعد اندلاع الثورة التحريرية المظفرة انخراط في صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير سنة 1956.
سخر الشهيد منزله لاستقبال المجاهدين الذين كانوا يتوافدون إليه من أجل تزويدهم بالمئونة ومختلف اللوازم العسكرية من ألبسة وأحذية كان يجمعها من المواطنين ونظرا لهذا الحس الوطني أسندت له مهمة خياطة الألبسة العسكرية الخاصة بجنود جيش التحرير الوطني، وفي سنة 1957 راودت العدو شكوك مفادها أن الشهيد له علاقة مع الثورة، فقام الجيش الفرنسي باعتقاله والتحقيق معه وزج به بالسجن الأحمر حيث مكث به أربعة أشهرا، وبعد خروجه منه واصل نشاطه الثوري والنضالي فكلف مرة أخرى من طرف الثورة بخياطة الرايات الوطنية رفقة ابن عمه للمشاركة بها في مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي عرفتها المنطقة وفور اكتشاف العدو لذلك تمت عملية القبض عليه وزج به بالسجن الأحمر بفرجيوة ولم يكتف العدو بتعذيبه فقط بل قام بتقييده وأخذه إلى حمام بني قشة ليقتل هناك رميا بالرصاص أما مرأى ومسمع أهل المنطقة ليكون عبرة للآخرين وكان ذلك في 5 جانفي 1961.

 
En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services, d'outils d'analyse et l’affichage de publicités pertinentes. En savoir plus et agir sur les cookies. J'accepte
الاسم:
البريد الالكتروني:
التعليق:
 












Brak komentarzy:

Prześlij komentarz