wtorek, 19 marca 2019

اقوال غاندي

المهاتما غاندي

المهاتما غاندي 1869-1948

المهاتما غانديالمهاتما غاندي
سياسي وزعيم روحي في الهند،ولد في 14 أكتوبر عام 1869.بأمارة بوربندرالتي تقع في ولاية غوجارات الهندية، وهو سليل عائلة سياسية لها باع طويل في العمل السياسي،حيث كان والده رئيس وزراء إمارة بوربندر،قضى غاندي طفولة عادية ثم تزوج وهو في سن الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية،سافر بعدها غاندي إلى بريطانيا في العام 1882.لدراسة القانون، ليعود إلى الهند عام 1890. ويواجه مصاعب كبيرة في حياته.
تولى غاندي قيادة حزب المؤتمر الوطني الهندي عام 1921.قاد خلالها حملات لتخفيف حدة الفقر وزيادة حقوق المرأة،وزيادة الاعتماد على الذات في الأقتصاد وعمل على استقلال الهند من السيطرة البريطانية، لكن ما لبث أن استقال من الحزب ليتفرغ للمشكلات التي كان يعاني منها الريف الهندي..
وفي العام 1940.قاد غاندي عصيان ضد بريطانيا بسبب إعلانها أن الهند دولة محاربة لجيوش المحور،واستمر العصيان الذي حاولت السلطات البريطانية قمعه،من خلال الاعتقالات والعنف، والتي كان فيها غاندي من ضحاياها حيث مكث في المعتقل إلى عام 1944. ونالت بعدها الهند استقلالها ودخلت في دوامة من العنف،والرغبة في الانفصال والتقسيم،
ما أحزن غاندي الذي دعى إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود،واحترام الأقليات لكن هذه الدعوة لم ترق للهندوس،واعتبروا دعوته خيانة عظمى،وبالفعل اغتيل "أبو الأمة"الهندية في 30 يناير عام 1948.عن عمر ناهز 79 عاما ًعاش فيها غاندي حياة بسيطة ومتواضعة.
قضى غاندي عدة سنوات في السجن في كل من جنوب أفريقيا والهند و نذر غاندي حياته لإيجاد الصواب، وتعلم من أخطائه لهذا السبب وعمل علي الوصول للصواب فاعلاً اختبارات عدة على نفسه من أجل ذلك، وأطلق علي سيرته الذاتية (قصة خبراته مع الحقيقة)، وأعلن غاندي أن المعركة الأهم هي هزيمة شياطينه، مخاوفه، وهواجسه. ولخص غاندي أول معتقداته في أن الله هو الحقيقة، وبعد ذلك تغيرت هذه العبارة وأصبحت (الحقيقة هي الله) بمعنى أن الحقيقة في فلسفة غاندي هي الله.
إقتباست و أقوال لمهاتما غاندي
على المرء أن يدرك أن الحياة رحلة استكشاف مستمرة، رحلة نجاح وفشل وتحقق وإحباط، عليه أن يبقي عقله منفتحاً على العالم وعلى تجاربه، يحاول فهمها ثم يتحرك.
ألا يحاكم الماضي وإنما يستفيد منه وأن يتحرك في المستقبل، فالمستقبل هو دائماً مجال الحرية، والماضي هو مجال العبرة، وعلى المرء أن يحاول أن يكتشف ما بداخله فإن كان شراً فليحاول فهمه وتقويمه، وإن كان خيراً فليحاول التعبير عنه.
عد النقاد هذا الكتاب واحداً من الكتب النادرة التي ختمت عصراً وبدأت عصراً، والتي لا يجود الزمان بمثلها إلا بمقدار ما يجود بمثل صاحبها الخالد نظراً لأن غاندي كتبه بنفسه..
#صلاة في القلب بلا كلام خير من صلاة بالكلام والقلب عنها غائب.
#إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة.
#يجب ألا تفقدوا الأمل في الإنسانية، إن الإنسانية محيط وإذا ما كانت بضع قطرات من المحيط قذرة فلا يصبح المحيط باكمله قذراً.
#يتقاضى الطبيب ثمن العلاج مع أن الله هو الشافي.
#ليس الثراء والفقر هو ما يجعلنا سعداء أو تعساء، بل إننا كثيراً ما نلاحظ العكس.
#في البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر.
#لن أندم على أي شخص دخل حياتي ورحل، فالمخلص أسعدني والسيء منحني التجربة، والأسوأ كان درساً لي، أما الأفضل فلن يتركني أبداً.
#الإنسان لا يملك إمكانية تحقيق الممكنات كلها.
#في غمرة الموت تستمر الحياة .. في غمرة الكذب تستمر الحقيقة .. في غمرة الظلام يستمر الضوء.
إقرأ أيضاً:
Mahatma Gandhi

مقالات نشرناها في أراجيك حول المهاتما غاندي

من هو غاندي

من هو غاندي بواسطة: دانة الوهادين - آخر تحديث: ١٢:٥١ ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٨ ذات صلة معلومات عن غاندي كيف مات المهاتما غاندي من أقوال غاندي أين ولد مهاتما غاندي محتويات ١ مهاتما غاندي ١.١ مولد المهاتما غاندي ونشأته ١.٢ حياة غاندي التعليميّة ١.٣ نبذة حول مسيرة غاندي ١.٤ إنجازات غاندي ١.٥ وفاة غاندي ٢ المراجع مهاتما غاندي يُعَدُّ المهاتما غاندي -وهو رجل هنديّ الأصل- من أوائل الداعمين للثقافة التي تنبذ العنف، كما أنّه يُعَدُّ من أوائل المُشجِّعين، والمُؤيِّدين للمُقاومة، ولكن بشكل سلميّ، بالإضافة إلى أنّه عُرِف بمُناصرة المنبوذين في دولته، وكان من الأشخاص الذين بذلوا جهدهم كلّه؛ في سبيل حماية وطنهم بشكل سلميّ، ومقاومة الاحتلال البريطانيّ، إلّا أنّه في السنوات الأخيرة التي عاشها توجَّه نحو دعوة الهندوسيِّين القاطنين في الهند إلى احترام الديانات الأخرى الموجودة هناك، ومن هذه الديانات ديانة الإسلام؛ حيث دعاهم إلى احترام حقوق هؤلاء المسلمين، إلّا أنّ ذلك الطلب أدّى إلى استشاطة غضب الهندوسيّين المُتعصِّبين، فاتّهموه بالخيانة، ثمّ اغتالوه.[١] مولد المهاتما غاندي ونشأته وُلِد موهانداس كرمشاند غاندي، المشهور بلقب المهاتما، والذي يعني: الشخص الذي يتمتَّع بنفسٍ عظيمة، أو الشخص القدِّيس، في اليوم الثاني من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 1869م في الهند، وتحديداً في مدينة بوربندر الواقعة في مقاطعة كجرات،[٢] حيث تقع بين مدينة السند، ومدينة بومبي، ويُشار هنا إلى أنّ لغة هذا الإقليم، وبعض العادات السائدة بين أهله، تختلف عن الأقاليم الأخرى في الهند. وبالنظر إلى نشأة غاندي، نجد أنّه قد نشأ ضمن عائلة لها تاريخ طويل في العمل السياسيّ؛ حيث إنّ جدّه تولّى رئاسة الوزراء في بوربندر، بالإضافة إلى أنّ والده كان وزيراً في الحكومة، كما كانت أسرته من الأُسَر الصالحة جدّاً، وذات الأخلاق الرفيعة، وقد كان لنشأته في أسرة تحمل هذه الصفات الحميدة كلّها دوراً كبيراً في الوصول إلى المكانة التي وصل إليها، وكانت والدته على وجه الخصوص أحد الأسباب الرئيسيّة في نشوئه بهذا القَدر من الأخلاق، والعَظَمة؛ حيث إنّ كلّ مَن عَرَفها، وعرف سيرتها، وصفاتها، يعي تماماً بأنّه اكتسب منها تلك الصفات الحميدة كلّها، كما أنّ جدّه أيضاً (أوتا غاندي) كان رجلاً ذا أخلاق، وسِمات رفيعة، على الرغم من كثرة انشغالاته السياسيّة.[٣] أمضى غاندي طفولة عاديّة، وطبيعيّة جدّاً في صِغره، وعندما بلغ الثالثة عشرة من عمره تزوَّج؛ نظراً لأنّ العادات الهنديّة تنصُّ على ذلك، وكانت حصيلة هذا الزواج أربعة أطفال،[٢] إلّا أنّ غاندي -كما ذُكِر- لم يكن راضياً عن زواجه؛ بسبب صغر سِنّه، علماً بأنّه كتبَ في سيرة حياته أنّه قد أُجبِرَ من قِبَل أهله على هذا الزواج في هذا السنّ الصغيرة، هو، وأخوه، وابن عمّه، وفي اليوم ذاته.[٣] حياة غاندي التعليميّة تُوفِّي والد غاندي وهو في سِنّ السابعة عشر، فتولّاه أخوه الكبير، ثمّ رشَّحه؛ لتولّي رئاسة أسرتهم، والترقِّي ليحتلَّ مركزاً في الوزارة، مثل والده؛ وذلك لأنّه لاحظ فيه الذكاء، والمقدرة على العمل، والاجتهاد، حيث كان لا بُدّ له من أن يتعلَّم في جامعة في الهند، أو في الخارج؛ ليصبح جاهزاً لتولّي هذا المنصب، وكان لديه خياران للدراسة؛ إمّا في جامعة بافنجار، أو جامعة بومبي التي كانت تتطلَّب نفقة كبيرة، ممّا أدّى إلى اختياره للجامعة الأولى، وتحديداً كُلّية ساملداس فيها، وما إن حلّت نهاية السنة الأولى حتى عاد إلى منزله، علماً بأنّ صديقاً لعائلته نصحه بأن يسافر إلى الأقطار الأجنبيّة؛ لدراسة القانون، وعلى الرغم من أنّه كان يُحبِّذ دراسة الطبّ أكثر، إلّا أنّ أخاه ذكَّره بأنّ والدهما كان لا يُفضِّل هذا التخصُّص، ولا يُحبُّ الجُثَث، أو تشريحها، بالإضافة إلى أنّ هذه المهنة كانت لا تُؤدّي إلى تنصيبه؛ لرئاسة الوزارة، وبالتالي اختار دراسة القانون؛ تكريماً، واحتراماً لوالده.[٣] نبذة حول مسيرة غاندي مارس غاندي مهنة المحاماة مدّة سنتَين في الهند، إلّا أنّ محاولاته فيها باءت بالفشل؛ إذ كانت أولى تجاربه، كما أنّ الحظّ لم يُحالفه لدى محاولته تكرار هذه التجربة، بالإضافة إلى أنّ كيفيّة عمله في هذه المهنة لم تكن مُرضيةً له؛ حيث آثر على نفسه أن يمارسها بصدق، بحيث يبتعد كلّ البُعد عن محاولة كسب القضايا بالحِيَل. ومن الجدير بالذكر أنّ غاندي سافر بعد ذلك إلى مناطق جنوب أفريقيا؛ لتقديم المساعدة إلى مُحامِين كبار من الأجانب، وليس لمُمارستها، ومن خلال هذه الرحلة، عرف القضيّة التي يجب أن يُفنيَ حياته في سبيلها، ووضعَ قَدَمه على بداية الطريق، حيث انتهى به ذلك بترأُّسه للهند كاملة، ثمّ وضع دستور البلاد عام 1908م، والذي أدّى إلى استقلال الهند.[٣] ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ غاندي كان يُقيم حملات؛ للمُقاومة السلميّة في الهند، حيث تبعه بعض الهنود في هذه الحملات؛ بسبب إيمانهم الشديد به، وبمُعتقداته التي تدعو إلى نَبذ العنف، واجتنابه، بالإضافة إلى أنّ بعض العُمّال الذين يسكنون في الجنوب، ومنهم: صينيّون، وإندونيسيّون، وهنود، ووثنيّون، وزنوج لم يكونوا مؤمنين بمبادئ زعمائهم، كانوا جميعهم يتبعون غاندي؛ وذلك لأنّهم يعلمون مقدار إخلاصه، وموثوقيّته، وممّا يجدر ذِكره أنّ غاندي كان يترك الأعمال التي تؤول إلى الربح المادّي كلّها، حيث وهب ماله؛ في سبيل إعانة المُحتاجين، والمظلومين، فكان يسكن معهم، ويأكل من طعامهم، كما أنّه تخلّى عن مظاهر الحضارة كلّها، فتبعه الجميع دون أدنى شَكٍّ منهم.[٣] إنجازات غاندي لقد كانت لغاندي إنجازات عديدة في الهند، وفي البلاد الأخرى التي زارها، ومن هذه الإنجازات:[٢] السعي؛ في سبيل تعزيز ثقة الهنود المُهاجرين، وزيادة أمانهم، وتعزيز أخلاقهم. إنشاء صحيفة تحمل اسم (الرأي الهنديّ)، حيث عبَّر من خلالها عن مبادئه الداعية لمبدأ اللاعُنف. السعي إلى تأسيس حزب يحمل اسم (المُؤتمر الهنديّ لنتال)؛ ليستطيع من خلاله الدفاع عن العُمّال الهنود، ومناصرتهم. محاولة تغيير القانون الذي ينصُّ على أنّ الهنود لا حقَّ لهم بالتصويت. جَعل الحكومة البريطانيّة تتراجع عن قرارها في تحديد وجهة الهجرة الهنديّة إلى الجنوب الأفريقيّ فقط. السعي إلى إلغاء القانون الذي ينصُّ على عدم تنظيم عقود زواج لغير المسيحيّين. وفاة غاندي اغتِيلَ المهاتما غاندي على يد بعض الهندوسيّين الذين اشتدَّ غضبهم؛ نتيجة دعوته لاحترام المسلمين، واحترام حقوقهم، واعتبروا دعوته تلك بمثابة خيانة، فقرَّروا اغتياله، والتخلُّص منه -كما ذُكِر سابقاً-، ممّا أدّى إلى إطلاقهم ثلاث رصاصات عليه، فتُوفِّيَ في الثلاثين من كانون الثاني/يناير من عام 1948م،[١] عن عُمر يُناهز 78 سنة.[٤] المراجع ^ أ ب "المهاتما غاندي"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2018. بتصرّف. ^ أ ب ت "المهاتما غاندي.. داعية اللاعنف"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2018. بتصرّف. ^ أ ب ت ث ج عباس العقاد، روح عظيم المهاتما غاندي (الطبعة الأولى)، صفحة 19-21, 23-28. بتصرّف. ↑ "Mohandas Gandhi (1869-1948): "، www.columbia.edu، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2018. بتصرّف. شارك المقالة فيسبوك تويتر جو

المهاتما غاندي.. داعية اللاعنف


المهاتما غاندي.. داعية اللاعنف


الزعيم الروحي للهند
المهاتما غاندي
وهب الزعيم الهندي المهاتما غاندي حياته لنشر سياسة المقاومة السلمية أو اللاعنف واستمر على مدى أكثر من خمسين عاما يبشر بها، وفي سنوات حياته الأخيرة زاد اهتمامه بالدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة وتألم لانفصال باكستان وحزن لأعمال العنف التي شهدتها كشمير ودعا الهندوس إلى احترام حقوق المسلمين مما أثار حفيظة بعض متعصبيهم فأطلق أحدهم رصاصات قاتلة عليه أودت بحياته.
الميلاد والنشأة 
ولد موهندس كرمشاند غاندي الملقب بـ"ألمهاتما" (أي صاحب النفس العظيمة أو القديس) في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 1869 في بور بندر بمقاطعة غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة. وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.
دراسته
سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وفي عام 1891 عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة.
الانتماء الفكري
أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يو
الانتماء الفكري
أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.
اللاعنف ليس عجزا
وقد أوضح غاندي أن اللاعنف لا يعتبر عجزا أو ضعفا، ذلك لأن "الامتناع عن المعاقبة لا يعتبر غفرانا إلا عندما تكون القدرة على المعاقبة قائمة فعليا"، وهي لا تعني كذلك عدم اللجوء إلى العنف مطلقا "إنني قد ألجأ إلى العنف ألف مرة إذا كان البديل إخصاء عرق بشري بأكمله". فالهدف من سياسة اللاعنف في رأي غاندي هي إبراز ظلم المحتل من جهة وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه.
أساليب اللاعنفجد خ

الزعيم الروحي للهند
المهاتما غاندي
وهب الزعيم الهندي المهاتما غاندي حياته لنشر سياسة المقاومة السلمية أو اللاعنف واستمر على مدى أكثر من خمسين عاما يبشر بها، وفي سنوات حياته الأخيرة زاد اهتمامه بالدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة وتألم لانفصال باكستان وحزن لأعمال العنف التي شهدتها كشمير ودعا الهندوس إلى احترام حقوق المسلمين مما أثار حفيظة بعض متعصبيهم فأطلق أحدهم رصاصات قاتلة عليه أودت بحياته.
الميلاد والنشأة 
ولد موهندس كرمشاند غاندي الملقب بـ"ألمهاتما" (أي صاحب النفس العظيمة أو القديس) في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 1869 في بور بندر بمقاطعة غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة. وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.
دراسته
سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وفي عام 1891 عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة.
الانتماء الفكري
أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.
اللاعنف ليس عجزا
وقد أوضح غاندي أن اللاعنف لا يعتبر عجزا أو ضعفا، ذلك لأن "الامتناع عن المعاقبة لا يعتبر غفرانا إلا عندما تكون القدرة على المعاقبة قائمة فعليا"، وهي لا تعني كذلك عدم اللجوء إلى العنف مطلقا "إنني قد ألجأ إلى العنف ألف مرة إذا كان البديل إخصاء عرق بشري بأكمله". فالهدف من سياسة اللاعنف في رأي غاندي هي إبراز ظلم المحتل من جهة وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه.
أساليب اللاعنف
وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت.
يار آخشروط نجاح اللاعنف
يشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.
كتب أثرت في غاندي
وقد تأثر غاندي بعدد من المؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها "نشيد الطوباوي" وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد واعتبرها غاندي بمثابة قاموسه الروحي ومرجعا أساسيا يستلهم منه أفكاره. إضافة إلى "موعظة الجبل" في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" للفيلسوف الإنجليزي جون راسكين الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وكتاب الأديب الروسي تولستوي "الخلاص في أنفسكم" الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيرا كتاب الشاعر الأميركي هنري ديفد تورو "العصيان المدني". ويبدو كذلك تأثر غاندي بالبراهمانية التي هي عبارة عن ممارسة يومية ودائمة تهدف إلى جعل الإنسان يتحكم بكل أهوائه وحواسه بواسطة الزهد والتنسك وعن طريق الطعام واللباس والصيام والطهارة والصلاة والخشوع والتزام الصمت يوم الاثنين من كل أسبوع.. وعبر هذه الممارسة يتوصل الإنسان إلى تحرير ذاته قبل أن يستحق تحرير الآخرين.ركتب أثرت في غاندي
وقد تأثر غاندي بعدد من المؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها "نشيد الطوباوي" وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد واعتبرها غاندي بمثابة قاموسه الروحي ومرجعا أساسيا يستلهم منه أفكاره. إضافة إلى "موعظة الجبل" في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" للفيلسوف الإنجليزي جون راسكين الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وكتاب الأديب الروسي تولستوي "الخلاص في أنفسكم" الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيرا كتاب الشاعر الأميركي هنري ديفد تورو "العصيان المدني". ويبدو كذلك تأثر غاندي بالبراهمانية التي هي عبارة عن ممارسة يومية ودائمة تهدف إلى جعل الإنسان يتحكم بكل أهوائه وحواسه بواسطة الزهد والتنسك وعن طريق الطعام واللباس والصيام والطهارة والصلاة والخشوع والتزام الصمت يوم الاثنين من كل أسبوع.. وعبر هذه الممارسة يتوصل الإنسان إلى تحرير ذاته قبل أن يستحق تحرير الآخرين.
حياته في جنوب أفريقيا
بحث غاندي عن فرصة عمل مناسبة في الهند يمارس عن طريقها تخصصه ويحافظ في الوقت نفسه على المبادئ المحافظة التي تربى عليها، لكنه لم يوفق فقرر قبول عرض للعمل جاءه من مكتب للمحاماة في "ناتال" بجنوب أفريقيا، وسافر بالفعل إلى هناك عام 1893 وكان في نيته البقاء مدة عام واحد فقط لكن أوضاع الجالية الهندية هناك جعلته يعدل عن ذلك واستمرت مدة بقائه في تلك الدولة الأفريقية 22 عاما.
إنجازاته هناك 
كانت جنوب أفريقيا مستعمرة بريطانية كالهند وبها العديد من العمال الهنود الذين قرر غاندي الدفاع عن حقوقهم أمام الشركات البريطانية التي كانوا يعملون فيها. وتعتبر الفترة التي قضاها بجنوب أفريقيا (1893 - 1915) من أهم مراحل تطوره الفكري والسياسي حيث أتاحت له فرصة لتعميق معارفه وثقافاته والاطلاع على ديانات وعقائد مختلفة، واختبر أسلوبا في العمل السياسي أثبت فعاليته ضد الاستعمار البريطاني. وأثرت فيه مشاهد التمييز العنصري التي كان يتبعها البيض ضد الأفارقة أصحاب البلاد الأصليين أو ضد الفئات الملونة الأخرى المقيمة هناك. وكان من ثمرات جهوده آنذاك:
  • إعادة الثقة إلى أبناء الجالية الهندية المهاجرة وتخليصهم من عقد الخوف والنقص ورفع مستواهم الأخلاقي.
  • إنشاء صحيفة "الرأي الهندي" التي دعا عبرها إلى فلسفة اللاعنف.
  • تأسيس حزب "المؤتمر الهندي لنتال" ليدافع عبره عن حقوق العمال الهنود.
  • محاربة قانون كان يحرم الهنود من حق التصويت.
  • تغيير ما كان يعرف بـ"المرسوم الآسيوي" الذي يفرض على الهنود تسجيل أنفسهم في سجلات خاصة.
  • ثني الحكومة البريطانية عن عزمها تحديد الهجرة الهندية إلى جنوب أفريقيا.
  • مكافحة قانون إلغاء عقود الزواج غير المسيحية.
العودة إلى الهند
عاد غاندي من جنوب أفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية. وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين واعتبر الفئة الأخيرة التي سماها "أبناء الله" سبة في جبين الهند ولا تليق بأمة تسعى لتحقيق الحرية والاستقلال والخلاص من الظلم.
صيام حتى الموت
قرر غاندي في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.
مواقفه من الاحتلال البريطاني تميزت مواقف غاندي من الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية في عمومها بالصلابة المبدئية التي لا تلغي أحيانا المرونة التكتيكية، وتسبب له تنقله بين المواقف القومية المتصلبة والتسويات المرحلية المهادنة حرجا مع خصومه ومؤيديه وصل أحيانا إلى حد التخوين والطعن في مصداقية نضاله الوطني من قبل المعارضين لأسلوبه، فعلى سبيل المثال تعاون غاندي مع بريطانيا في الحرب العالمية الأولى ضد دول المحور، وشارك عام 1918 بناء على طلب من الحاكم البريطاني في الهند بمؤتمر دلهي الحربي، ثم انتقل للمعارضة المباشرة للسياسة البريطانية بين عامي 1918 و1922 وطالب خلال تلك الفترة بالاستقلال التام للهند. وفي عام 1922 قاد حركة عصيان مدني صعدت من الغضب الشعبي الذي وصل في بعض الأحيان إلى صدام بين الجماهير وقوات الأمن والشرطة البريطانية مما دفعه إلى إيقاف هذه الحركة، ورغم ذلك حكمت عليه السلطات البريطانية بالسجن ست سنوات ثم عادت وأفرجت عنه في عام 1924.
مسيرة الملح
تحدى غاندي القوانين البريطانية التي كانت تحصر استخراج الملح بالسلطات البريطانية مما أوقع هذه السلطات في مأزق، وقاد مسيرة شعبية توجه بها إلى البحر لاستخراج الملح من هناك، وفي عام 1931 أنهى هذا العصيان بعد توصل الطرفين إلى حل وسط ووقعت "معاهدة دلهي".
الاستقالة من حزب المؤتمر
قرر غاندي في عام 1934 الاستقالة من حزب المؤتمر والتفرغ للمشكلات الاقتصادية التي كان يعاني منها الريف الهندي، وفي عام 1937 شجع الحزب على المشاركة في الانتخابات معتبرا أن دستور عام 1935 يشكل ضمانة كافية وحدا أدنى من المصداقية والحياد.
وفي عام 1940 عاد إلى حملات العصيان مرة أخرى فأطلق حملة جديدة احتجاجا على إعلان بريطانيا الهند دولة محاربة لجيوش المحور دون أن تنال استقلالها، واستمر هذا العصيان حتى عام 1941 كانت بريطانيا خلالها مشغولة بالحرب العالمية الثانية ويهمها استتباب أوضاع الهند حتى تكون لها عونا في المجهود الحربي. وإزاء الخطر الياباني المحدق حاولت السلطات البريطانية المصالحة مع الحركة الاستقلالية الهندية فأرسلت في عام 1942 بعثة عرفت باسم "بعثة كريبس" ولكنها فشلت في مسعاها، وعلى أثر ذلك قبل غاندي في عام 1943 ولأول مرة فكرة دخول الهند في حرب شاملة ضد دول المحور على أمل نيل استقلالها بعد ذلك، وخاطب الإنجليز بجملته الشهيرة "اتركوا الهند وأنتم أسياد"، لكن هذا الخطاب لم يعجب السلطات البريطانية فشنت حملة اعتقالات ومارست ألوانا من القمع العنيف كان غاندي نفسه من ضحاياه حيث ظل معتقلا خلف قضبان السجن ولم يفرج عنه إلا في عام 1944.
حزنه على تقسيم الهندبانتهاء عام 1944 وبداية عام 1945 اقتربت الهند من الاستقلال وتزايدت المخاوف من الدعوات الانفصالية الهادفة إلى تقسيمها إلى دولتين بين المسلمين والهندوس، وحاول غاندي إقناع محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل.
وتم ذلك بالفعل في 16 أغسطس/آب 1947، وما إن أعلن تقسيم الهند حتى سادت الاضطرابات الدينية عموم الهند وبلغت من العنف حدا تجاوز كل التوقعات فسقط في كلكتا وحدها على سبيل المثال ما يزيد عن خمسة آلاف قتيل. وقد تألم غاندي لهذه الأحداث واعتبرها كارثة وطنية، كما زاد من ألمه تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان بشأن كشمير وسقوط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة التي نشبت بينهما عام 1947/1948وأخذ يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين طالبا بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة.
وفاته
لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في 30 يناير/كانون الثاني 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعا عن عمر يناهر 79 عاما. 

___________
المصادر:
1- 
A Brief History of Mohandas K. Gandhi 
2- Mahatma Gandhi"s Life
3- infoplease, Gandhi, Mohandas Karamchand
4- غاندي، موهندس كرمشاند (المهاتما)، موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، المجلد الرابع، الطبعة الأولى 1986، 315 - 321

الزعيم الروحي للهند
المهاتما غاندي
وهب الزعيم الهندي المهاتما غاندي حياته لنشر سياسة المقاومة السلمية أو اللاعنف واستمر على مدى أكثر من خمسين عاما يبشر بها، وفي سنوات حياته الأخيرة زاد اهتمامه بالدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة وتألم لانفصال باكستان وحزن لأعمال العنف التي شهدتها كشمير ودعا الهندوس إلى احترام حقوق المسلمين مما أثار حفيظة بعض متعصبيهم فأطلق أحدهم رصاصات قاتلة عليه أودت بحياته.
الميلاد والنشأة 
ولد موهندس كرمشاند غاندي الملقب بـ"ألمهاتما" (أي صاحب النفس العظيمة أو القديس) في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 1869 في بور بندر بمقاطعة غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة. وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.
دراسته
سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وفي عام 1891 عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة.
الانتماء الفكري
أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.
اللاعنف ليس عجزا
وقد أوضح غاندي أن اللاعنف لا يعتبر عجزا أو ضعفا، ذلك لأن "الامتناع عن المعاقبة لا يعتبر غفرانا إلا عندما تكون القدرة على المعاقبة قائمة فعليا"، وهي لا تعني كذلك عدم اللجوء إلى العنف مطلقا "إنني قد ألجأ إلى العنف ألف مرة إذا كان البديل إخصاء عرق بشري بأكمله". فالهدف من سياسة اللاعنف في رأي غاندي هي إبراز ظلم المحتل من جهة وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه.
أساليب اللاعنف
وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت.