يرجع أصل تسمية باتنة إلى لفظ "بتنه " الذي كان يعني " مبيت" وبموجب مرسوم صدر بتاريخ 12 سبتمبر 1848م تم تسميتها " لومباز الجديدة " غير أن هذه التسمية ما لبثت أن استبدلت بتسميتها الأصلية " باتنة " وذلك بموجب مرسوم آخر صدر في 20 جوان سنة 1849 و هي لاتزال تعرف بهذه التسمية الى يومنا هذا.
حكم موقعها بقلب منطقة الأوراس وباعتبارها همزة وصل بين الصحراء والهضاب العليا للشرق الجزائري، ورثت منطقة باتنة تاريخا حضاريا عريقا، فتعاقبت عليها عدة حضارات، بدءا بالحضارة النموميدية التي بقيت آثارها واضحة بالمنطقة، مثل مدينة " إشوكان" وقرية " بالول" بحصنها الشهير بدائرة منعة، وضريح " إمدغسن" بدائرة المعذر. بعد ذلك غزاها الرومانيون وتمكنوا من إحتلالها بعد حروب طاحنة مع النموميديين سنة 42م.
وشهدت المنطقة في عهد الرومان تطورا عمرانيا كبيرا فشيدوا بها عدة مدن منها " لومبازيس" سنة 81م و"ثاموقادي" المعروفة بتمقاد الحالية و"ديانة" المعروفة بــ "زانة" حاليا سنة 100م، وبقي الرومان بالمنطقة حتى القرن الرابع بعد الميلاد، حيث احتلها الونداليون سنة 431 م إلى غاية 534 م، ثم قدم إليها البزنطيون.
بعدها جاءت الفتوحات الإسلامية، وتم فتح المنطقة على يد الفاتح عقبة بن نافع سنة 669 م، ثم قدم إليها الأتراك سنة 1585م، وخضعت المنطقة في عهدهم لباي قسنطينة وتواصلت هذه الوضعية حتى غزاها الفرنسيون في فيفري 1844م، ونظرا لمكانتها العسكرية الإستراتيجية فإنها كانت تخضع لنظام عسكري .
ثم تلى بعد ذلك إنشاء أول مجلس لها سنة 1866م، وبغية تحصين الوضع والتحكم أكثر في الأمور، تم نقل القسم العسكري من قسنطينة إلى باتنة، وأنشئت فيها أول نيابة لعمالة قسنطينة Arrondissement سنة 1871 ثم تمت ترقيتها إلى عمالة Département سنة 1956م.
واستمرت على هذا الحال إلى ما بعد الاستقلال حيث كانت تابعة لولاية الأوراس، إلى غاية التقسيم الإداري الذي جرى سنة 1974م تم تعيين الحدود الإدارية وتكوين ولاية باتنة التي تضم: 6 دوائر قايس، فايس، أريس، عين التوتة، مروانة، بريكة، و 34 بلدية.
وبعد التقسيم الإداري الأخير لسنة 1984 عرفت الولاية نوعا من التغيير حيث من بين 34 بلدية هناك بلديات ضمت إلى ولايتي بسكرة و خنشلة و 29 بلدية المتبقية قسمت إلى 60 بلدية إضافة إلى بلدية الجزار التي كانت تابعة لولاية مسيلة
|
Brak komentarzy:
Prześlij komentarz