poniedziałek, 12 listopada 2018

البربرج2

أما الأفارقة السود بمعنى الكلمة فإنهم جميعا من نسل كوش بن حام بن نوح. ومهما اختلفت مظاهر الأفارقة البيض والسود، فإنهم ينتمون تقريبا إلى الأصل نفسه، ذلك أن الأفارقة البيض، إما أتوا من فلسطين - والفلسطينيون ينتسبون إلى مصرائيم بن كوش-، وإما من بلاد سبأ، وسبأ بن هامة بن كوش-."[23].

يتضح لنا، مما سبق ذكره، بأن موطن البربر قد يكون فلسطين، أو شبه جزيرة العرب، أو اليمن، أو الشام، أو فارس، أو بعض بلدان آسيا، أو مصر، أو اليونان، أو أوروبا، أو أفريقيا، أو يكون موطنهم هو تامازغا، بل يمكن القول بأنهم هم الذين هاجروا إلى هذه المناطق في فترات مختلفة، فاختلطوا مع هذه السلالات العرقية...

وعلى العموم، يشترك الأمازيغ مع العرب في الأصل السامي الكنعاني، وفي موطن الانحدار والانطلاق الذي يتمثل في الجزيرة العربية. وهذا الرأي هو أقرب إلى الصواب. وبعد ذلك، تفرق سكان الجزيرة العربية شذر مذر لأسباب مناخية واجتماعية ودينية، وأيضا بسبب الحروب والنزاعات الفردية والجماعية، وبسبب الفتوحات والهجرات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. ودليلنا المقنع، في ذلك، هو أن آدم وحواء قد نزلا، في بداية نزولهما فوق الأرض، في الشرق، ثم خلفا ذرية تكاثرت وتوسعت وتصارعت، فافترق الأبناء والأحفاد في مناطق شتى، بحثا عن مصدر عيشهم، وبحثا عن الأمن والاستقرار. فلا يعقل أن يكون الإنسان الأمازيغي قد وجد في شمال أفريقيا، قبل تواجد آدم وحواء؛ لأن ذلك سيتنافى مع أدلة النصوص الدينية ومعطياتها التاريخية والإخبا

ويمكن الاستعانة - كذلك - بالدليل اللغوي على الأصول الكنعانية المشرقية للبربر، ما دمت اللغة البربرية تنتمي إلى الفصيلة السامية- الحامية. ويعني هذا أن هذه الفصيلة اللغوية تؤشر على وحدة الموطن المشرقي للغة البربرية. وفي هذا النطاق، يقول عباس الجراري: " وإذا كانت الدراسات السلالية لم تقنع مثل هؤلاء الدارسين بالأصل الحقيقي للبربر، فإن البحث اللغوي كان أقدر على الاقتناع، حيث انتهى إلى أن اللغة البربرية تنتسب للمجموعة الحامية السامية.فهي، بما يتفرع عنها من لهجات منتشرة في أماكن متفرقة داخل البلاد التي استقر بها البربر منذ فترة ماقبل التاريخ.أي: من غرب مصر عند واحدة سيوة شرقا حتى ساحل المحيط الأطلسي غربا، ومن شواطئ المتوسط شمالا حتى جنوب نهر نيجيريا جنوبا.[24]"

علاوة على هذا، يمكن القول بأن أصول الأمازيغ عربية من جهة، وأوروبية من جهة ثانية، وأفريقية من جهة ثالثة. والدليل على ذلك أن ثمة ملامح يتصف بها الإنسان الأمازيغي تقربه من السلالة الأوروبية، كالشعر الأشقر، وبيض الوجوه، والعيون الزرقاء. وهناك ملامح أفريقية تتجلى في البشرة السوداء، والطابع الزنجي، والعادات الأفريقية المشتركة خاصة في مجال الغناء والموسيقا والفنون. وهناك ملامح عربية مشرقية على صعيد اللغة، والعادات والتقاليد والأعراف، والبنية الجسدية.

الخاتمة:
وخلاصة القول، يمكن التأكيد بأن قضية أصول الإنسان الأمازيغي أو البربري مسألة سلالية وإثنوغرافية شائكة ومعقدة ومركبة، يصعب حلها بشكل علمي دقيق؛ نظرا لاختلاط الذاتي بالموضوعي، وتداخل الديني مع الأيديولوجي، ونقص في الوثائق والأدلة العلمية المقنعة والراجحة. وتبقى جميع هذه التصورات والنظريات مجرد احتمالات وافتراضات، ليس لها أي أساس علمي أو مستند موضوعي مقنع أو راجح.

ومن ثم، يمكن القول بأن ثمة مجموعة من التصورات المختلفة حول الأصل الأمازيغي، فهناك التصور السامي، والتصور الحامي، والتصور الهندوأوروبي، والتصور الأفريقي والمحلي. لكن يبقى التصور السامي أقرب إلى الحقيقة والصواب؛ لوجود أدلة مختلفة ومتنوعة، تميل إلى رجحان هذا الموقف بشكل من الأشكال.



Brak komentarzy:

Prześlij komentarz